في بادرة حسن نية، أرسل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بطاقة تهنئة بعيد ميلاد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف أمس، والتقاه في لاهور بعدما أوقف طائرته في مدينة لاهور خلال عودته من زيارة رسمية لأفغانستان، ما جعلها أول زيارة لرئيس وزراء هندي لباكستان منذ كانون الثاني (يناير) 2004، حين حضر أتال بيهاري فيجباي قمة دول جنوب آسيا في إسلام آباد، ما خفف حدة التوتر بين البلدين. وشارك مودي في حفلة زواج حفيدة شريف في بلدة رايوند قرب لاهور قبل أن يغادر إلى دلهي. وتطالب نيودلهي إسلام آباد بفتح ممر ترانزيت للبضائع الهندية عبر باكستان إلى أفغانستان ودول وسط آسيا، لكن الحكومة الباكستانية ترفض حتى الآن السماح بذلك بسبب تأثيره على اقتصاد البلاد وتجارتها مع أفغانستان ودول وسط آسيا. كما تربط الحكومة الباكستانية أي تحسن في العلاقات بين البلدين الجارين مع بحث الهند كل القضايا العالقة بين الدولتين، وعلى رأسها إقليم كشمير المتنازع عليه بين الدولتين. وكان مودي افتتح مقر البرلمان الأفغاني الجديد في كابول الذي تبرعت الحكومة الهندية بكلفة بنائه، وذلك بعدما عاد من روسيا، حيث وقع اتفاقات اقتصادية شمل أحدها بناء روسيا ست مفاعلات نووية في الهند، وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين. على صعيد آخر، اعلن الناطق باسم الجيش الباكستاني، أن قائد الجيش الجنرال راحيل شريف سيزور كابول الأحد للقاء الرئيس الأفغاني أشرف غني وقيادات عسكرية أفغانية، وبحث مسألة الحوار بين كابول وحركة «طالبان»، وتخفيف حدة التوتر بين البلدين. وكان غني طالب الحكومة والجيش في باكستان بالمساعدة في استئناف الحوار مع «طالبان» التي ترفض هذا الأمر، وكثفت هجماتها على المواقع الحكومية في ولايات عدة، أخيرتها هلمند (جنوب) التي تحاول السيطرة عليها بالكامل. وحاول رئيس السلطة التنفيذية في أفغانستان عبدالله عبدالله تخفيف حدة الخلاف بين بلاده وباكستان بإعلان أن أجهزة الاستخبارات الأفغانية تطارد الملا فضل الله زعيم «طالبان باكستان» الذي تقول إسلام آباد إنه يتخذ من ولاية كونر شرق أفغانستان ملاذاً آمناً له. وقال عبد الله: «لا يستطيع الملا فضل الله وسيقع يوماً وقريباً في يد القوات الأفغانية».