أكد أمين عام مؤسسة الأميرة العنود الخيرية، الدكتور يوسف الحزيم، خلال عرضه تجربته مع المؤسسة، أن الأصل في الأوقاف هو الحفاظ على رأس المال، وأن تنميته تتم عبّر الاستثمارات منخفضة المخاطر، وذلك بالاتجاه إلى المحافظ العقارية بخاصة المتنوعة منها لما لها من دورٍ كبير في تحقيق استدامة العمل الخيري، لأنها تدخل ضمن إطار الاستثمارات المتوسطة وضعيفة المخاطر. جاء ذلك خلال اللقاء الرابع لديوانية الأوقاف، الذي عقدته الغرفة التجارية الصناعية بالشرقية ممثلة في مركز المسؤولية المجتمعية، مساء أول أمس، وشهد حضورًا كثيفًا من رجال أعمال المنطقة وقضاة ومهتمين ومتخصصين في مجال الأوقاف. مؤشر إيجابي نوه الحزيم، إلى أن أخطر قرار في المؤسسات الخيرية هو تشكيل مجلس الإدارة، مشيرا إلى أن تنويع أعضاء مجلس الإدارة مؤشر إيجابي لاستمرار العمل، مؤكدًا أن ذلك التنويع هو ما أفاد مؤسسة الأميرة العنود كثيرًا في ديمومتها واستمرارها، مشددًا على أهمية إعادة صياغة العلاقة بين كيانات العمل الخيري والمورد البشري العامل بداخلها، لما له من مردود إيجابي على استقرار العاملين ومن ثّم العمل الخيري. وأوضح الحزيم، أن مؤسسة العنود للاستثمار هي الذراع الاستثماري لمؤسسة الأميرة العنود الخيرية، مشيرًا إلى هدف المؤسسة الرئيسي تمثل في الاستثمار الأمثل لكافة الموارد العقارية والمالية للمؤسسة، والتي تقدر ب 1.6 مليار ريال. تحالفات دولية قال الحزيم، أن المؤسسة تسعى إلى تنمية هذه الاستثمارات ذاتيًا وعبر تحالفات محلية ودولية لتحقيق أفضل العوائد الممكنة، والتي توجه مباشرة لمؤسسة الأميرة العنود الخيرية لدعم وتنمية مشاريعها الخيرية المتنوعة، مشيرًا إلى أن أبرز مشاريع مؤسسة العنود للاستثمار هو برج الأميرة العنود الذي يعتبر ثالث أكبر برج في مدينة الرياض، وبرج الأميرة العنود الثاني ومجموعة من العقارات في عدد من مدن المملكة بالإضافة إلى المحافظ المالية. وأوضح الحزيم، مدى أهمية إدارة الأوقاف بعقلية مدير المشروع، وأن كل خطوة تدار فيه من قبل شركات متخصصة، وذلك للابتعاد عن الخوض في التفاصيل للحد من مخاطرة التنفيذ، معتبرًا أن ما تحقق لمؤسسة العنود من استدامه هو نتيجة اتباعها لما اسماه (اعطي القوس لبارئها)، أي ترسيخها لفكرة التخصص، وأيضًا لعملية الفصل بين الإدارة العليا والإدارة التنفيذية، مشددًا على أن هذا الفصل من شأنه إفساح المجال لعلم الإدارة والاقتصاد والمال من ممارسة عمله على الوجه الأكمل، لافتًا إلى أن هناك فصلاً أيضًا بين العنود الخيرية والعنود للاستثمار وصل إلى حد الفصل الجغرافي بين الاثنين حتى لا يحدث أي تداخل. قياس أثر العمل نصح الحزيم، بضرورة قياس مردودات العمل الخيري على الناس، وذلك بأن تقيس المؤسسات الخيرية من حين لآخر مدى تأثير ما تقدمه للناس، داعيًا بأن تكون نسبة الشباب في فريق عمل المؤسسات الخيرية هي الأعلى، مشيرًا إلى أن فريق العمل داخل العنود يضم 70 شابًا و30 من كبار السن، مؤكدًا أن الشباب يُضفي على المؤسسة الحيوية كونه يمنحها أفكارًا متجددة.