كشف القيادي المنشق عن جماعة الحوثيين في الجوف، محمد يوسف الأهنومي، حقائق وأسباب انشقاقه وطبيعة الأوضاع التي تعيشها الميليشيات، وقال "من وقت مبكر جدا انضممت إلى صفوف الحوثيين، وكنا منخدعين بشعاراتهم ، ولكن منذ فترة طويلة وصلنا مرحلة صعبة من القهر، فالمقاتلون يعانون أشد المعاناة، ومعظمهم غير مقتنعين بما يحدث. كانت مهمة عملي أمنية في مديرية المتون بالجوف، إلا أنني وجدت أن هناك مشاكل كبيرة في صفوف الحوثيين، خاصة بين القيادات العليا، فكل شخص يريد أن يكون هو المسؤول، ويصدر التوجيهات والأوامر، مما أوصل المقاتلين على الأرض إلى حالة سيئة بسبب تضارب التوجيهات". وأضاف القيادي المنشق "هناك تعامل غير إنساني يمارسه الحوثيون من ألفاظ جارحة، وتعامل مهين يصل أحيانا إلى حد الضرب والسجن، مما أوصل العناصر المقاتلة إلى مرحلة باتت تحس فيها بالرغبة القوية في التخلص من تلك القيادات، التي لا تتوانى في حبس كل من يوجه لها انتقادا أو يطالب بصرف راتبه، وهذه المعاملة السيئة تسببت في تنفير غالبية المقاتلين، إضافة إلى العنصرية الواضحة لصالح أشخاص معينين، يدعون أنهم ينحدرون من سلالة مختلفة عن باقي البشر، ومن المؤسف أن القيادات العليا في الجماعة المتمردة تتعامل على هذا الأساس". تجنيد الأطفال تابع الأهنومي قائلا "هناك أطفال صغار جلبتهم الميليشيات، كثير منهم لا يستطيعون حمل السلاح، وجندوهم بعد أن خدعوا عائلاتهم وأوهموها بأن دورهم سيقتصر على حراسة بعض المواقع الأمنية، لكنها فوجئت بأن أبناءها في جبهات القتال الأمامية، دون أن تكون لهم سابق خبرة في القتال، وكل ما حصلوا عليه هو دورات تدريبية لم تتعد أسبوعين، حملوا بعضها إلى الجبهات ووضعوا في الصفوف الأمامية". وكشف الأهنومي عن وجود عناصر إيرانية ومن حزب الله تقوم بتدريب الحوثيين، مشيرا إلى وجود أزمة كبيرة يعاني منها الانقلابيون بسبب شح الأسلحة والذخائر في معظم جبهات القتال، وقال "الحوثيون يعانون حاليا من نقص كبير في الأسلحة، إضافة إلى رفض معظم مشايخ القبائل انضمام أبنائهم إلى صفوف التمرد، وأتوقع تفاقم تلك المشكلات وأن تحدث انشقاقات كبيرة في صفوفهم، سواء على مستوى العناصر أو القيادات الكبيرة، فالخلافات تتزايد بكل يومي، والكثير لا يعلم ممن يأخذ التوجيهات".