دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس العالم الإسلامي للعمل مع الولاياتالمتحدة لهزيمة القاعدة، وذلك في ختام زيارته لإندونيسيا التي قضى فيها طفولته. وردد أوباما مجددا تصريحات أدلى بها في القاهرة العام الماضي بأن الولاياتالمتحدة لا تخوض حربا مع الإسلام، وحث جميع الأطراف على النظر إلى ما وراء "الشك وعدم الثقة". وقال أوباما في جامعة إندونيسيا في جاكرتا "يجب أن يتغلب جميعنا على القاعدة والتابعين لها الذين ليس لديهم أي حق في أن يصبحوا زعماء أي دين من المؤكد ألا يكون دينا عالميا عظيما مثل الإسلام". وأضاف "هؤلاء الذين يريدون البناء لا يتعين أن يخلوا الأرض للإرهابيين الذين يسعون للتدمير. إنها ليست مهمة أميركا وحدها". وأشاد أوباما بإندونيسيا أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان في العالم بسبب تقدمها في "اقتلاع جذور الإرهابيين ومحاربة التطرف العنيف". وأقر أوباما بأنه ما زال يتعين القيام بالمزيد من العمل لمعالجة القضايا التي سببت توترات بين العالم الإسلامي والولاياتالمتحدة من بينها الصراع في الشرق الأوسط والحربان اللذان قادتهما الولاياتالمتحدة في العراق وأفغانستان. وقال الرئيس الأميركي، إن تباين البلاد يتعين أن يكون مثلا يحتذى به للعالم. وأضاف أوباما "بينما تغير البلد الذي قضيت فيه شبابي في الكثير جدا من النواحي فإن تلك الأشياء التي تعلمت أن أحبها بشأن إندونيسيا .. تلك الروح من التسامح المكتوب في دستوركم الذي يرمز إليه في مساجدكم وكنائسكم ومعابدكم ومجسد في شعبكم، مازالت موجودة". وكان الرئيس الأميركي قد زار أمس أكبر مسجد في إندونيسيا في بادرة حسن نية تجاه المسلمين. وفي مسجد "الاستقلال" ذي البناء الرحب والأبيض اللون الذي تعلوه قبة كبيرة ارتدى أوباما وزوجته ميشيل زيا إندونيسيا وغطت ميشيل رأسها بغطاء رأس به نقوش ذهبية وحواف سوداء وكان معهما الإمام حاجي مصطفى علي يعقوب. وقال الرئيس الأميركي إن الإمام أشار إلى أن المسجد وهو الأكبر في جنوب شرق آسيا من حيث السعة شيد بجوار كاتدرائية. وغادر أوباما إندونيسيا قبل ساعتين من الموعد المقرر بسبب مخاوف من أن يعرقل الرماد المتصاعد من بركان جبل ميرابي الذي يقع على بعد 500 كيلومتر جنوب شرق جاكرتا الرحلات الجوية.