في هذا الوقت من العام الذي تتجه فيه أعداد كبيرة من المسلمين إلى مكةالمكرمة لتأدية فريضة الحج، تتجه بعض الأسر بفتياتها غير المتزوجات لتأدية هذه الفريضة بغرض تزويجهن، بعد أن أضحى بعض الشباب يبرم شرط أن تكون الفتاة حاجة ومعتمرة في عقد النكاح، لضمان تقوى وصلاح أولئك الفتيات، ومن ناحية أخرى لغلاء تكاليف الحج، فأصبحت الفتاة الحاجة والمعتمرة أفضل في نظر المتقدم لخطبتها من سواها من ناحية التزامها بالدين أكثر، ومن ناحية التخفيف من عبء ضرورة تأدية فريضة الحج بها، والملقاة على عاتق الزوج بعد أن يتزوجها، فيما أضحت بعض الفتيات يبرمن شرطا أن يؤدي الزوج بها فريضة الحج للقبول بالزواج منه . يقول علي العمري وهو والد لثلاث فتيات إنه اتجه بابنته الكبرى لتأدية فريضة الحج مع والدته العام الماضي، وهذا العام سيؤدي بالثانية ووالدتها فريضة الحج ، وذلك ليبرئ ذمته تجاه فتياته اللائي من حقهن عليه أن يؤدي بهن الحج والعمرة. وقال العمري "سبق أن تقدم لهن بعض الخطاب الذين كانوا يسألون عن إن كان سبق لهن الحج والعمرة، وعندما أخبرت أحد المتقدمين بأن الكبرى قامت بأدائهما فضل اختيارها على الأخريات"، لافتا إلى أن الشباب ارتبطت لديهم الفتاة التي سبق أن حجت واعتمرت بتقواها وشدة التزامها، كما يفضلها البعض لكي لا يضطر لتأدية هذه الفريضة بها في ظل ارتفاع تكاليف الحج في الوقت الحالي . وقال الشاب عبد الله عسيري إنه حين تقدم لخطبة زوجته أخبره أهلها بأنها أدت فريضة الحج والعمرة، وحين تم النكاح أبرم شرطا في عقد النكاح ألا تطالبه مستقبلا بتأديتهما، نظرا لانخفاض مستوى وضعه المادي، ولأنها أدتهما من قبل. فيما ذكر الشاب إبراهيم عامر وهو غير متزوج أنه ينوي أن يشرط تأدية الحج للفتاة التي سيتقدم لخطبتها من قبل أهلها، في ظل ارتفاع تكاليف حملات الحج في الوقت الحالي، حيث لا تقل أرخصها عن 4000 ريال للشخص، ولأنه سيكون المسؤول الأول عن تأدية هذه الفريضة بها في حال لم تؤدها مع أهلها. فيما تفضل معظم الفتيات كما قالت هدى الطالبي وهي غير متزوجة أن يؤدين فريضة الحج بعد الزواج، نظرا لأسباب متعلقة بعدم إثقال كاهل الأهل، خاصة غير المقتدرين بتأدية هذه الفريضة بها، مع أن أخريات وهن قلة يفضلن أداءها قبل الزواج، لأنهن يدركن أن مدى انشغالهن بالحياة الزوجية والأطفال لن يترك لهن مجالا لتأدية الحج خلال السنوات الأولى من الزواج . وذكرت نورة الدوسري أنه على العكس من كل الأسباب التي قد تدفع فتيات لتأدية فريضة الحج قبل الزواج، فإن بعض الأسر تؤدي بفتياتها فريضة الحج لتكون مرغوبة أكثر من قبل الشباب المقبلين على الزواج، حيث يرون أنهن الأكثر التزاما بالدين، ولكونه لن يضطر لتأدية هذه الفريضة بها في المستقبل، في ظل ارتفاع تكاليف الحج وانخفاض رواتب بعض الشباب . ومن جانبه أكد المأذون الشرعي وعاقد الأنكحة بالرياض الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز الجليل أن الزوج لا يلزم شرعا بتأدية الحج أو العمرة بالفتاة خاصة إن لم يكن مستطيعا، مبينا أنه كمأذون مر عليه الكثير من قصص هذه الشروط التي يبرمها شباب أو فتيات في عقود الزواج، إلا أن معظمها يتضمن طلب الفتاة من الشاب أن يؤدي بها فريضة الحج، بينما تطلب فتيات أخريات أغراضا دنيوية كالسائق والخادمة. ولفت الجليل إلى أن تأدية الحج والعمرة واجب على ولي أمر الفتاة أو والدها، وإن لم يستطع فلا يلزم الزوج شرعا بذلك، فهي تعتبر غير مستطيعة إن لم يتوفر لدى وليها أو زوجها تكاليف الحج والعمرة، لافتا إلى أن أي شرط يتم وضعه في عقد النكاح يعتبر به العقد صحيحا ما لم يكن الشرط محرما.