فيما تتواصل عمليات إجلاء المدنيين العالقين في حلب، مقابل خروج آخرين من بلدتي الفوعة ومضايا، لوَّحت ميليشيات حزب الله التي تقاتل إلى جانب النظام السوري باقتحام آخر جيب تحت سيطرة المعارضة، مما يشكل تقاطعا مع التعهدات الروسية بمواصلة إجلاء المدنيين، وتهديدها بقصف أي جهة تعيق عمليات الإجلاء. وقال شهود عيان إن الميليشيات أطلقت نداء عبر مكبرات الصوت لمن تبقى من المسلحين والمدنيين الراغبين في المغادرة، للخروج من الأحياء الشرقية في حلب، مهددة من تبقوا باقتحام المنطقة لتمشيطها من عناصر المقاومة. كما قال الإعلام الحربي التابع للحزب المذهبي إنه بث رسائل في آخر جيب للمعارضة في حلب، قال فيها إنه سيدخل المنطقة، وحذر المقاتلين من البقاء داخل المدينة. إلا أن مسؤولا في المعارضة قال إن خروج المعارضة لن يكتمل إلا بعد خروج كل المدنيين الذين يريدون المغادرة. تواصل عمليات الإجلاء أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن عدد المحاصرين الذين غادروا المدينة بلغ 25 ألفا منذ بدء عملية إجلاء المدنيين والمقاتلين، وقالت المتحدثة باسم اللجنة انجي صدقي "تمكننا يوم الإثنين من إخراج 15 ألف شخص من شرق حلب. ومع احتساب الذين خرجوا يوم الخميس يصبح الإجمالي 25 ألفا. كما أجلينا خلال الليل 14 جريحا في حالة طبية حرجة، فيما غادر جرحى آخرون صباح أمس، على متن الحافلات، باعتبار أن وضعهم يسمح بنقلهم فيها". وكان المرصد السوري أعلن في وقت سابق، أن 17 حافلة على الأقل خرجت من حلب أول من أمس، ووصلت إلى منطقة الراشدين بالريف الغربي للمدينة، وتحمل على متنها ما يزيد على 800 من المحاصرين. في المقابل، قال المرصد إن 12 حافلة جهزت داخل بلدتي الفوعة وكفريا، المحاصرتين من جانب قوات المعارضة في إدلب، تمهيدا لنقل المدنيين والحالات المرضية إلى معبر الراموسة ومنه إلى منطقة جبرين. أما بالنسبة لمضايا فقد طُلب من الجهات التي تدير المدينة تحضير قائمة مكونة من 1500 شخص، بينهم مصابون وحالات مرضية ومدنيون لنقلهم إلى مناطق أخرى من أجل تلقي العلاج بحسب ما تم الاتفاق عليه سابقا، على أن تتم عملية نقلهم خلال الأيام المقبلة.
تطورات ميدانية أشارت مصادر ميدانية إلى أن أول دفعة من مقاتلي المعارضة السورية المسلحة تستعد لمغادرة شرق حلب نحو الريف الغربي للمدينة، مشيرا إلى أنه تبقت بضع حافلات وينتهي إجلاء المدنيين. وتأتي عمليات إجلاء المحاصرين من مدنيين ومقاتلين من شرقي حلب بموجب اتفاق روسي تركي إيراني، بعد سيطرة قوات النظام السوري على معظم الأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة المسلحة منذ العام 2012. ويشمل اتفاق الإجلاء إخراج أربعة آلاف شخص من بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين لقوات النظام في محافظة إدلب، بالتزامن مع إخراج 1500 آخرين من مدينتي مضايا والزبداني المحاصرتين من قوات النظام في ريف دمشق. من جهة أخرى، ذكر المرصد أن أكثر من 20 عنصرا من قوات النظام والميليشيات التابعة قتلوا في سلسلة هجمات شنها تنظيم داعش على مطار التيفور القريب من مدينة تدمر في وسط سورية، علما أن المئات من القوات الخاصة الروسية متواجدون في المطار حسب ذات المصادر.