محمد القحطاني يقوم أبطال الحد الجنوبي بتقديم تضحيات كبيرة في سبيل حماية هذا الدين ومقدساته وممتلكاته وشعب هذا الوطن والدفاع عنه، وجميع الجنود في ميدان القتال هناك يقدمون أرواحهم وأجسادهم، ويبذلون الغالي والنفيس في الذود عن وطنهم، فمنهم من يستشهد، ومنهم من يصاب ويتحامل على الجراح حتى يحمي ويدافع عن هذا الوطن، وكذلك من ينقل إلى المستشفى منهم للعلاج يتمنى عودته السريعة إلى ميدان الشرف والتضحية ليشارك زملاءه. كثيرة هي القصص عن أولئك الشهداء والجرحى، لكنّ هناك قصورا في توثيق وتدوين تلك البطولات التي نفتخر فيها نحن أبناء هذا الوطن. ومقالي هذا هو لتسليط الضوء وتنبيه الجهات المعنية وأصحاب الأقلام وأرباب الفكر ورموز المجتمع لتوثيق تلك البطولات حتى لا يطويها الزمن وتمحوها الدهور ولتبقى خالدة في ذاكرة الأبناء. نريد توثيق تضحيات أولئك الأبطال عبر المقالات والقصص والأعمال الأدبية والفنية والسير التاريخية، كما ينبغي على وزارة التعليم ربط بعض الفقرات التعليمية والبرامج التربوية والأنشطة اللاصفية لتكون خاصة بدور رجال الحد الجنوبي في حماية الوطن وحفظ المجتمع ودرء الأخطار عنه. كما يمكن الاستفادة من مواد التربية الاجتماعية والوطنية والفنية لتخصيص بعض الدروس والمشاركات عن تلك البطولات والتضحيات العظيمة، وكذلك وضع نشاط أسبوعي خلال العام الدراسي من كل سنة تتنوع فيه الأنشطة الهادفة لتخليد هذه النماذج الفريدة في هذا الوطن. الإعلام سواءُ المرئي أو المقروء له دور كبير وأثر فاعل في نقل تفاصيل تلك التضحيات في الحد الجنوبي عبر مراسلين تابعين للمحطات الفضائية، فلا يمنع أن تخصص تلك القنوات برامج أسبوعية للحديث عن تلك الملاحم وصور التضحية التي يقدمها رجالنا هناك. كما أن هناك كثيرا من الجهات عليها دور مهم في توثيق تلك الأعمال البطولية من جنودنا هناك، فلو قامت أمانات المدن والمحافظات في مملكتنا الغالية بتسمية الشوارع بأسمائهم، تقديرا لهم وتوثيقا للأجيال القادمة التي ستدرك أن أمن هذه الوطن واستقراره ما كان ليتم لولا هؤلاء، وكذلك الاتحادات الرياضية لو قامت بوضع بطولات تحمل أسماءهم فهم يستحقون من الجميع الوفاء وعدم النسيان لبطولاتهم الخالدة.