شنت ميليشيات الحوثيين الانقلابية وحليفها المخلوع، علي عبدالله صالح، هجوما على محافظة تعز، في مارس 2015، بهدف احتلالها والسيطرة عليها، إلا أن ضباط وأفراد اللواء 35 المدرع في المحافظة أعلنوا رفضهم للانقلاب، وأيدوا شرعية حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي. ودارت مواجهات عنيفة بين الجانبين، سيطرت بعدها الميليشيات على مديرية المخا التابعة للمحافظة بعد معارك استمرت قرابة الأسبوع. ومما ساعد الانقلابيين على احتلال مديرية المخا، تواطؤ بعض ضباط وجنود اللواء 35 معهم، إلا أن سكان المدينة التي تعد العاصمة الثقافية لليمن، بسبب الأعداد الكبيرة من المثقفين والشعراء والكُتَّاب وسط أبنائها، منهم الآلاف من حملة الشهادات العليا، إضافة إلى ارتفاع نسبة التعليم تصدوا لمحاولات الانقلابيين . استهداف المدنيين لم يكتف الانقلابيون بخيانتهم للدولة، بل امتدت جرائمهم لتطال المدنيين، فبعد أن رفضوا إدخال المساعدات، باتوا يتعمدون قصف المناطق السكنية بصورة عشوائة، بكل أنواع الأسلحة، مثل قذائف الهاون، والمدفعية، وصواريخ "جراد"، فضلا عن تمركز القناصة في عدة أبنية حول مناطق المدينة. وبحسب تأكيدات مصادر ميدانية، تتعمد الميليشيات الإجرامية وضع نقاط تفتيش لمصادرة المياه والأطعمة وعلب الغاز من السكان المحليين، إلى جانب الأدوية التي ترسلها عدة منظمات إقليمية ودولية، في وقت كشفت فيه منظمة الصحة العالمية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن نحو نصف مستشفيات تعز خرجت عن الخدمة، بسبب نقص الإمدادات والوقود وتضرر المرافق بسبب الاقتتال العنيف هناك. توزيع الألوية أكد عدد من القيادات العسكرية في المحافظة، وجود 3 ألوية رئيسية مخصصة للمناطق الشرقية والشمالية، وجبهة صبر للواء 21 ميكا، والجبهة الغربية للواء 17 مشاة، والجبهات الجنوبية للواء 35 المدرع ، في وقت توجد نحو 15 جبهة مفتوحة، تعمل على مدار الساعة لمواجهة الانقلابيين، مشيرين إلى أن 70% من المحافظة تم تحريرها بالكامل، ولم يتبق إلا بعض المناطق المفتوحة البعيدة عن المدينة، التي أسهمت قوات التحاف العربي في دحرهم، ودكّ أماكن تحصنهم. ويأتي ذلك، بعد تأكيدات أهالي تعز أن أفضل طريقة لدحر العصابات الإجرامية، هي استنزافها وشل تحركات أفرادها، إلى جانب قطع خطوط الإمداد التي تغذيهم، لافتين إلى أن قوة الترابط والتلاحم الشعبي ضد هذه العصابات يعدّ أقوى من السلاح والعتاد، حتى يتم سحب الحاضنة الشعبية منهم، وتهميشهم من الحياة الاجتماعية والسياسية في اليمن. دور التحالف والمقاومة أكد المتحدث الرسمي باسم المجلس العسكري في محافظة تعز، العميد الركن منصور الحساني، أن رجال المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني، استطاعوا بدعم من قوات التحالف العربي، استعادة السيطرة على كثير من المواقع في محافظة تعز، إذ إنه بعد سيطرة الانقلابيين على معسكر اللواء 35 المؤيد للشرعية، قامت قوات التحالف بقصف أماكن تحصنهم واستعادت المعسكر، فيما لا تزال قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تكافح لدحر العناصر الإجرامية عن تعز، الأمر الذي دفع الانقلابيين إلى محاصرة المدنيين وممارسة الانتهاكات بين فترة وأخرى في حق الأهالي والسكان، على الرغم من عدم وجودهم داخل المدينة. وأدت عمليات التحالف والمقاومة إلى تحرير الجبهة الشرقية في الجحملية وشعبات، وحي الدعوة وقصر الإمام، الذي كان يقبع تحت حركة الحوثي، إلى جانب المركز الثقافي، والبنك المركزي، والمستشفى العسكري، ومعسكر الدفاع الجوي في المنطقة الغربية وعدد من المناطق الحيوية الأخرى. مما يمهد الطريق أمام تقدم القوات الموالية للشرعية للسيطرة على تبة حديان، وتبة الجعشة، اللتين تعدان حصنا منيعا للعصابات الحوثية التي تقنص خلالها المدنيين وتزرع الألغام.