وضعت حركة الحوثي المتمردة وميليشيا المخلوع صالح وقبلهم عناصر تنظيم القاعدة، أعينهم صوب محافظة حضرموت، نظرا لما تتمتع به المدينة من موقع إستراتيجي تشترك به مع حدود المملكة شمالا، وشريط ساحلي جنوبا يمتد إلى نحو 700 كلم، فضلا عن مساحتها الكبيرة التي تحتلها على الخارطة اليمنية. كما أن إنتاجها النفطي الكبير واغتناءها بالموارد الطبيعية الأخرى كالذهب، وإطلالها على البحر العربي بعدد من الموانئ، جعل من ذلك هدفا رئيسيا للعصابات المتمردة لنهبها والسيطرة عليها. تمركز القاعدة بينما تشكل هذه المحافظة ممرا رئيسا لقوافل تهريب الأسلحة وتمريرها إلى الانقلابيين، عبر شق صحراء حضرموت بشكل مستمر بالعديد من الشاحنات المحملة بالأسلحة والذخائر إلى حوثيي شبوة، وانتهاء إلى المناطق الشمالية، تعد هذه المحافظة حاضنة كبيرة لعناصر تنظيم القاعدة، المتمركزين تحديدا في منطقة المكلا التي تعد أبرز موانئ المحافظة، وترتبط ارتباطا وثيقا بالمخلوع علي صالح الذي يوجه تعليماته المباشرة إلى عناصرها، في وقت تحتوي هذه المحافظة على 30 مديرية تتوزع في مناطق مختلفة. الدعم الجوي بعد أن انتشرت العصابات المتمردة والمتكونة من ميليشيات الحوثي والمخلوع وعناصر القاعدة في المحافظة، تمكنت قوات التحالف العربي والشرعية من تطهير السواحل اليمنية من تلك الميليشيات، عبر توجيه ضربات جوية دقيقة، استهدفت من خلالها مخازن أسلحتهم ومعسكرات تدريبهم، ومقرات التجمع للسيطرة والإدارة في المكلا، وذلك تمهيدا لفتح الطريق أمام رجال المقاومة والجيش الوطني الذين تمكنوا من تحرير ميناء الظبة في مديرية الشحر. وأوضح قائد جيش النخبة الحضرمي العميد سليمان بن صالح غانم في تصريح إلى "الوطن"، أن تحرير ساحل حضرموت كان خطوة مهمة بالتآزر مع قوات التحالف والمقاومة، لافتا إلى أن قوات النخبة وبمشاركة قوات التحالف حققت انتصارات كبيرة واستعادت المحافظة بعد أن استولت عليها العصابات الفاسدة. وشدد الغانم على أن قوات حضر موت السابقة ما زالت لم تتحرر من نظام صالح، ولم تعلن ولاءها للشرعية، وأن مواجهتها ما زالت قائمة، مؤكدا أن إعلان تحرير المحافظة بالكامل لا يأتي إلا بعد فرض السيطرة على كل منطقة فيها، في الوقت الذي ما زال فيها عدة ألوية تتبع لعناصر القاعدة والمخلوع. أوهام السيطرة أبان الغانم أن الانقلابيين كانوا يعتقدون بأن حضرموت أصبحت تحت سيطرتهم، إلا أن ضربات التحالف وانتصار المقاومة أزالا تلك الأوهام وقطعا خطوط الإمداد لهم، منوها إلى أن عملية التحرير لم تكن لتتحقق لولا تعاون أبنائها الذين وقفوا صفا واحدا لإجرام تلك العصابات، مشددا على وجود بعض عناصر القاعدة في كهوف بعض جبالها، والذين تطاردهم مقاتلات التحالف العربي وتدك مراكزهم. من جهته، أشار وكيل محافظة حضرموت المساعد لشؤون مديريات الوادي والصحراء هشام السعيدي، إلى أن تحرير المكلا من عناصر القاعدة يعد انتصارا ملحوظا بحد ذاته، فضلا عن دحر ميليشيا الحوثي وصالح منها، مشيدا بجهود قوات التحالف وتدريب أبناء المحافظة للدفاع عنها، مؤكدا أن عملية التحرير شملت كلا من المكلا، والشحر، والغيل والشريط الساحلي كاملا. وحذر السعيدي من الخلايا النائمة التي تريد ضرب الأمن في المحافظة من خلال استهداف الموانئ النفطية في المكلا، وهو اختيار مدروس باعتبار الموقع الإستراتيجي الذي تتمتع به، لافتا إلى أن أكثر ما كان يشغل أبناء المحافظة هو خطر القاعدة فيها والتي ترتبط بمصالح وثيقة مع المخلوع، قبل أن تطهر قوات التحالف والشرعية تلك الأماكن.