بعد مضي أقل من 24 ساعة على نشر وسائل إعلام مقربة من الحكومة اليمنية وقوات التحالف العربي، عن استعدادات تجريها قيادات في الجيش اليمني الموالي للشرعية، للزحف صوب مدينة المكلا لتحريرها من قبضة مسلحي القاعدة الذين يفرضون سيطرتهم عليها منذ الثاني من أبريل الماضي. من خلال إسناد تلك المهمة إلى كتائب خاصة مدربة على حرب العصابات والشوارع تضم ضباطا وجنودا من قوات الحرس الجمهوري وقوات مكافحة الإرهاب وآخرين ممن رفضوا الانخراط في أعمال القتل والإجرام التي تنفذها ميليشيات الحوثي وأتباع المخلوع صالح. حتى بدأت عمليات رصد لتحركات عسكرية مريبة لقوات التمرد، في الصحراء الممتدة بين مأرب وشبوة وحضرموت، متوجهة صوب الأخيرة. حيث تحركت قوات عسكرية تقدر بأكثر من 40 طقما وآلية عسكرية مدرعة تابعة للمتمردين قادمة من معسكرات المحور الأوسط والحامية متوجهة إلى منطقة "العقلة" الغنية بالنفط، شمال مدينة "عتق" عاصمة محافظة شبوة. وقالت مصادر قبلية في شبوة إن تلك القوات توجهت صوب محافظة حضرموت وتحديدا مثلث العبر الذي يبعد نحو 130 كيلو مترا من منطقة "العقلة"، قبل أن تتعرض للتدمير والإبادة من طيران التحالف العربي. وبحسب شهود عيان ومراقبين عسكريين فإن القوات المتمردة وزعت نفسها إلى مجموعات صغيرة عدة، عبر مناطق الرملة وجردان والعقلة. حيث قالت مصادر عسكرية في قيادة هيئة الأركان العسكرية للجيش اليمني الموالي للشرعية إن طيران التحالف استهدف قوات الحوثيين وصالح في مناطق خشم رميد، شمال مدينة عتق، والمعشار ومواقع عدة مختلفة. وأشارت ذات المصادر إلى أن تلك القوات تفرقت إلى وحدات عدة تفاديا لضربات طيران التحالف في صحراء حضرموت الشاسعة. مؤكدة أن الجيش الموالي للشرعية لم يشتبك مع تلك القوات المتمردة، كون طيران التحالف تكفل بمهمة إبادتها. وتتوسط منطقة "العقلة" الصحراوية الغنية بالنفط، محافظتي حضرموت وشبوة، وتتبع إداريا للأخيرة. فيما مديرية جردان هي عبارة عن أحد الأودية التي تسكنها قبائل بني هلال ونعمان وحمير الشبوانية.وعن الهدف من هذه الحملة قال قيادي سياسي - فضل عدم ذكر اسمه - إن الهدف الأساس من تلك المحاولة الفاشلة للميليشيات الحوثية وقوات صالح، هو إدخال حضرموت ضمن سياسة الأرض المحروقة التي يستخدمونها في حربهم. مضيفا في تصريحات إلى "الوطن" أن الانقلابيين لا يريدون أي منطقة آمنة. وأنهم يسعون أيضا للسيطرة على منفذ الوديعة الحدودي مع المملكة، وقطع طرق الإمدادات للمقاومة، وكذلك قطع أعمال الإغاثة الإنسانية، لزيادة المعاناة. وهو ما سوف يزيد من ضغط المجتمع الدولي بطلب الهدنة. كما يخططون للسيطرة على منابع النفط والدخول في مواجهة مع عناصر القاعدة، ليحاولوا إظهار أنفسهم للعالم على أنهم الوحيدون الجاديون في حرب القاعدة.