لم تتورع ميليشيات الحوثيين الانقلابية وحليفها المخلوع علي عبدالله صالح عن اختطاف أحد الجرحى التابعين للمقاومة الشعبية من المستشفى العسكري بصنعاء، الذي كان يرقد فيه بعد إصابته أواخر الشهر الماضي بالرصاص، من قبل مجهولين في أحد شوارع العاصمة. وقال المركز الإعلامي للمقاومة، نقلا عن شهود عيان، إن مسلحين تابعين للميليشيات يقودهم مدير البحث الجنائي المكنى ب"الأشول" اقتحموا المستشفى واختطفوا المواطن محمد صالح العبدي من غرفة العناية المركزة، رغم تحذيرات الطبيب المعالج بأن المريض يحتاج إلى عناية متواصلة لاستكمال العلاج في وحدة العناية، حتى لا تتوقف الأوردة والشرايين التي تم زرعها، بعد تلف أوردته وشرايينه الأصلية، إلا أن المسلحين تجاهلوا كل تلك التحذيرات، وأصروا على اختطافه. ومضى المصدر قائلا إن عددا من الأطباء والطاقم الطبي حاولوا بمساعدة الضابط المستلم، والشرطة العسكرية التي تحرس المستشفى منع المسلحين من اختطاف المريض، إلا أنهم تمسكوا برأيهم وقاموا بإطلاق أعيرة نارية في الهواء لإخافة الأطباء، مما نشر أجواء من الرعب وسط المرضى والمراجعين. تجاوزات قانونية دأبت ميليشيات التمرد الحوثي على مداهمة المستشفيات بين فينة وأخرى، لاختطاف عدد من المرضى والجرحى الذين تتهمهم بالعمل ضمن المقاومة الشعبية، وهو ما يتعارض مع القوانين الدولية التي تمنع اختطاف الجرحى أو تعريض حياتهم للخطر. وكان وزير الإدارة المحلية، رئيس اللجنة العليا للإغاثة، عبدالرقيب فتح اتهم ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية بتدمير أكثر من 100 منشأة صحية في اليمن، مشيرا إلى أن الاعتداء على تلك المنشآت كان عملا مرتبا ومخططا له، وأن الانقلابيين تعمدوا قصف المستشفيات في تعز والجوف والبيضاء، سعيا وراء زيادة معاناة المدنيين. تفريغ المستشفيات تعاني محافظة الحديدة من تدهور شديد في الخدمات الصحية، حيث ترتكب الميليشيات الانقلابية تجاوزات عديدة تسببت في هروب أعداد كبيرة من الأطباء والممرضين والفنيين، ومغادرتهم البلاد، بعد حملات الاستهداف التي قام بها المسلحون تجاه العناصر الطبية، واختطاف العديد منها، وإرغامهم على تقديم الخدمات الطبية لجرحاهم ومنسوبيهم. وتعاني كل مستشفيات المحافظة من تدهور قدرتها على تقديم الخدمات الطبية، بسبب النقص الكبير في الأجهزة والمستلزمات الطبية، نتيجة لوقف الصرف عليها، وتحويل معظم موارد الدولة للصرف على ما يسمى ب "دعم المجهود الحربي"، ونسبة لهذا الوضع لجأ الانقلابيون إلى إفراغ المستشفيات من المرضى المدنيين وتخصيص معظم المستشفيات لخدمة جرحاهم.