أكد خبراء مصريون أن قرار تعويم الجنيه من شأنه أن يؤثر سلباً على عدد المعتمرين المصريين مع بدء موسم العمرة، والذي قررت وزارة السياحة المصرية أن تبدأ رحلاتها إلى الحرمين الشريفين بداية يناير المقبل. وقال الخبير الاقتصادي عبدالناصر محمد في تصريحات إلى "الوطن" إن "ارتفاع سعر العملات الأجنبية، وتحديداً الدولار والريال سيترك أثره على تكلفة أداء العمرة، وهذا الأمر سيستمر لمدة لن تزيد على ثلاثة أشهر، وبعدها سيتم التعرف على التكلفة الحقيقية لأداء العمرة، مع التأكيد على ضرورة تعقب السوق السوداء والتي قد تلجأ إلى استغلال اضطرابات سعر الصرف في احتكار الريال السعودي، بحيث تقوم بالمضاربة عليه في الفترات التي يزداد فيها إقبال المصريين على أداء العمرة مثل شهر رمضان، خاصة أن قرار التعويم أسهم في تحجيم السوق السوداء وليس القضاء عليها". وكشف أشرف نجاح، صاحب إحدى شركات السياحة، في تصريحات إلى "الوطن" أن "أسعار رحلات العمرة سترتفع بنسبة 90% بسبب التغييرات الكبيرة في أسعار صرف العملات في مصر، حيث إن البرامج التي كان يتم تنظيمها بتكلفة تقدر ب5 آلاف جنيه سترتفع إلى 9 آلاف جنيه، مما أدى إلى تراجع عدد المصريين المقبلين على حجز رحلات العمرة والتي كان يتم التزاحم على الحجز فيها، وذلك على الرغم من أنه كانت هناك توقعات بارتفاع نسبة المقبلين على أداء العمرة بعد قرار المملكة العربية السعودية تأجيل رسوم العمرة الجديدة، وهو ما أنقذ الشركات العاملة في مجال السياحة الدينية من التوقف عن العمل". وأضاف نجاح أن "وزارة السياحة قررت أن تبدأ رحلات العمرة هذا العام في بداية يناير المقبل، وهو توقيت مناسب لشركات السياحة الدينية، حيث ستكون هناك فترة كافية لدراسة السوق واللحاق بموسم العمرة الذي يتزامن في مصر هذا العام مع إجازات نصف العام، لكن ارتفاع الدولار والريال وزيادة أسعار تذاكر الطيران بعد قرار تعويم الجنيه أدى إلى إعطاء مؤشرات حول تراجع عدد المقبلين على حجز أماكن لأداء العمرة بنسبة تقارب ال%50 مقارنة بالعام الماضي، وهو ما تسعى الشركات لمواجهته من خلال تقليل تكلفة العمرة داخل المملكة عن طريق حجز فنادق بعيدة عن الحرم لتقليل أسعار البرامج".