أرجع خبراء مصرفيون اختفاء الريال السعودي في السوق المصرية إلى قيام بعض شركات الصرافة بالمضاربة على الريال مستغلين فرصة دخول موسم العمرة والذي يشهد رواجا كبيرا في مصر على مدى أشهر رجب وشعبان ورمضان. وقال خبير الأسواق المالية الناشئة الدكتور عبدالرحمن طه، في تصريحات إلى"الوطن"، إن "أزمة ارتفاع سعر صرف الريال السعودي أمام الجنيه المصري أزمة سنوية متجددة تقودها شركات الوساطة والمضاربون الأفراد على حد سواء، مستغلين أزمة العملات الأجنبية في مصر وارتفاع سعر الدولار من جهة وانتظارا لارتفاعات موسمية من جهة أخرى، والارتفاع بين العملتين يبدأ من السعودية من قبل المضاربين ثم ينتقل إلى مصر، وهذا مرجعه إلى تعمد استغلال الفترات الموسمية مع أداء العمرة في أشهر رجب وشعبان ورمضان". عامل ضغط يضيف طه أن "هناك احتمالية ارتفاع سعر الريال أمام الجنيه هذا العام بنسبة أكبر عن الأعوام السابقة بسبب قيام شركات الصرافة في مصر باحتراف المضاربة على العملات الأجنبية بصورة عامة، وكذلك الأفراد، ما جعل المضاربة على أسعار العملات في مصر سوق ذات ربحية، ما يؤكد ضرورة التنسيق بين السعودية ومصر قبل تفاقم الأزمة". ويقول الخبير المصرفي، بهاء عبدالنبي في تصريحات إلى "الوطن"، إن "موسم العمرة يمثل عامل ضغط على الجنيه المصري مقابل الريال، حيث تضغط رحلات العمرة بشكل كبير على أسعار صرف الريال، داخل السوق المصرية الأمر الذي يجعل المضاربين يشترون كميات كبيرة من الريال، ويقومون ببيعه لمنظمي رحلات العمرة، ولتحقيق أكبر استفادة من فارق السعر الرسمي والموازي". وأضاف عبدالنبي أن "الريال السعودي لن ينخفض إلى مستويات أقل من 230 قرشا، ويمكن أن يشهد ارتفاعا كبيرا خلال الأشهر الثلاثة المقبلة والتي تشهد تزايد عدد المعتمرين في مصر، ما يسمح للعاملين بالسوق السوداء بالتحكم في سعر الريال، وذلك في ظل ندرة المعروض بالبنوك وشركات الصرافة". ارتفاع الدولار حدد متعاملون في سوق الصرف الأجنبي المصرية أسبابا لارتفاع الريال السعودي أمام الجنيه المصري في السوق الموازية "السوداء". وأدى نقص المعروض وزيادة الطلب على الريال السعودي من جانب منظمي الرحلات الدينية في ظل دخول موسم العمرة، وتأثر العملة السعودية بالقفزة الجنونية للدولار خلال الفترة الماضية إلى ارتفاع الطلب على الريال. وأرجع محمد لطفي مدير شركة صرافة بالقاهرة ارتفاع الريال في السوق الموازية إلى تناقص المعروض من العملة السعودية داخل السوق المحلية بالتزامن مع استمرار الطلب من جانب شركات السياحة الخاصة بتنظيم رحلات العمرة. وقال لطفي إن رحلات العمرة تضغط بشكل كبير على أسعار صرف الريال داخل السوق المصرية، الأمر الذي يجعل المضاربين يشترون كميات كبيرة من الريال ويقومون ببيعه لمنظمي رحلات العمرة، ولتحقيق أكبر استفادة من فارق السعر الرسمي والموازي. وأكد لطفي أن شركات الصرافة ملتزمة بصرف الريال بالسعر الرسمي المحدد من جانب البنك المركزي في ظل استمرار الحملات الرقابية من جانبه. وأكد الخبير المصرفي هشام إبراهيم أن هناك ارتباطا قويا بين القفزة التي حدثت في سعر الريال، وارتفاع الدولار داخل السوق الموازية، لافتا أن مضاربي السوق الموازية يستغلون أي قفزة في الدولار ويرفعون كل العملات المتعلقة به. وتوقع استمرار ارتفاع الريال داخل السوق الموازية لأكثر من هذا المعدل، ما لم يتدخل البنك المركزي لحل أزمة الدولار.