فيما تتأهب إيران لعقد مؤتمر حول "الأمن الإقليمي"، الأحد المقبل، جاهر المرشد الإيراني علي خامنئي بالقول إن بلاده "تمتلك حزب الله، وقال أمام عائلات قتلى إيرانيين، الإثنين الماضي "مفخرة إيران اليوم تكمن في امتلاكها قوات عند تخوم الكيان الصهيوني، تتمثل في حزب الله أو قوات المقاومة أو قوات أمل". وأضاف "ذهبنا إلى سورية لأنه لا ينبغي أن ننتظر حتى يأتي العدو إلى داخل بيتنا، بل يتعين قمع العدو داخل حدوده". وحسب مسؤولين إيرانيين، سيتحول المؤتمر وهو الأول من نوعه إلى مؤسسة قائمة تتخذ من طهران مقرا لها، وتعقد مؤتمراتها السنوية فيها بهدف مباشر هو تعزيز سبل تصدير الثورة، كما أوضح رئيس مركز الأبحاث في مجمع تشخيص مصلحة النظام ومستشار خامنئي، علي أكبر ولايتي. تطورات متسارعة تترافق الدعوة لهذا المؤتمر مع تطورات عدة، في مقدمتها: - تصاعد القلق والتوتر في طهران، بعد قرار مجلس الشيوخ الأميركي تمديد العقوبات، عشية تولي دونالد ترمب منصب الرئاسة، وقيام ترمب بتعيين الجنرال ماتيس الذي يلقب ب"الكلب المسعور"، ويعرف بمعاداته سياسة إيران، في منصب وزير الدفاع. - اجتماع قمة دول مجلس التعاون الخليجي، الذي أكد وحدة موقف الدول العربية الخليجية تجاه السياسة العدوانية الإيرانية، ورفض تدخلات طهران في شؤون الدول العربية وممارساتها المذهبية التي تعمل على تمزيق المجتمعات وتفتيت مصادر قوتها. - التطورات الدموية في سورية، حيث تقوم الميليشيات الإيرانية إلى جانب نظام الأسد، بتدمير حلب والهجوم على إدلب ومناطق أخرى، دون اعتبار لحجم المآسي الإنسانية، بهدف تهجير السكان وفرض تغيير ديموجرافي طائفي لم تشهد سورية مثيلا له في تاريخها. التدخل السالب وتصر طهران على تمرير سياساتها والتدخل في شؤون العراق وسورية ببعض العناصر، باستخدام عدد من الأدوات، مثل الحشد الشعبي في العراق، وميليشيات حزب الله في سورية، وعن اليمن، يبدو مستشار المرشد مسرورا من تشكيل حكومة مكونة من حزب علي عبدالله صالح والحوثيين. ويصل ولايتي إلى هدف إيران من تنظيم المؤتمر، قائلا "أمن المنطقة يجب أن تتولاه دول المنطقة، أو الدول التي لديها ارتباط إستراتيجي مع المنطقة، فإيرانوالعراق وسورية ولبنان أثبتت أن بإمكانها المحافظة على أمن المنطقة". الرغبة في الهيمنة قال ولايتي إن مؤتمر طهران الأمني سيعقد تحت شعار "النظام الأمني الإقليمي في غرب آسيا"، مشيرا إلى أنه سيترأس لجنة بالمؤتمر تحت عنوان "إيران والنظام الإقليمي الحديث في غرب آسيا"، مشيرا إلى أن 12 مركزا بحثيا أسهمت في إقامة هذا المؤتمر الذي سيفتتح بكلمة يلقيها رئيس مجلس الشورى، علي لاريجاني، وأنه تم توجيه الدعوة إلى شخصيات في دول غرب آسيا للمشاركة في المؤتمر، ومناقشة وجهات النظر من مختلف الزوايا". وأضاف أن التطورات المتسارعة جدا في المنطقة وتأثيراتها على العالم "تتطلب التحرك بسرعة، حيث إن سرعة التغييرات تكون أكثر من سرعة التهديدات". وأفصح ولايتي عن تأكيد الخميني على تصدير الثورة، إلا أنه سمح لنفسه بالاجتهاد، فقال "البعض يعتقد أن تصدير الثورة يتم بالقوة، لكن هذا الموضوع ثقافي وطبيعي، حيث إن تأثير الثورة تجاوز الحدود الجغرافية". وقدم ولايتي نظامه شريكا لأميركا في الهيمنة، قائلا بصراحة "أميركا لا يمكنها الهيمنة على العالم بمفردها، لأن الآخرين لن يسمحوا لها بذلك".