فيما تهيأ القطريون لاستقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في إطار جولة خليجية، بتزيين شوارع عاصمتهم بأعلام البلدين، ووضع صور خادم الحرمين الشريفين، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على واجهات المباني، قالت وزارة الخارجية القطرية في بيان، إن هذه الزيارة "تعني لقطر الكثير، نظرا للثقل الكبير الذي تمثله المملكة العربية السعودية". وأضافت "هذه الزيارة تأتي لتؤكد عمق العلاقة الأخوية بين البلدين، وعلى ما وصلت إليه من نمو وتطور وتنسيق في مختلف المجالات، فهما يمثلان الركيزة لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة"، مشيرا إلى أن "المملكة تعتبر صمام الأمان للاستقرار في المنطقة، لما تبذله من جهود من أجل الدفاع عن مصالح دول المنطقة وحرصها على قوتها وتماسكها". وأضافت أن الزيارة تأتي قبيل القمة الخليجية، المقرر انعقادها في البحرين يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، في ظروف بالغة الدقة والصعوبة، والمباحثات الثنائية المرتقبة بين خادم الحرمين الشريفين وأمير قطر. وفي تصريحات قال وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أول من أمس "السعودية تمثل لنا العمق الإستراتيجي الخليجي والعربي"، مضيفا أن التنسيق الثنائي بات على أعلى المستويات، والرؤى متطابقة في الكثير من القضايا العربية والإقليمية التي تهدف لتعزيز العمل العربي المشترك. مرحلة حاسمة أكد سفير المملكة لدى قطر عبدالله العيفان، في بيان أمس، على الأهمية الكبيرة التي تحظى بها الزيارة، مشيرا إلى أنها "تأتي في مرحلة حاسمة تمر خلالها منطقتنا بالكثير من المخاطر والتحديات". معربا عن ثقته بأن المباحثات المرتقبة بين قيادتي البلدين سوف تكون "مُنطلقاً هاماً لدعم الجهد الحثيث المبذول لترسيخ أسس أقوى من العمل المشترك في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية ستكون كفيلة بمواجهة المخاطر والتحديات التي تعيشها المنطقة". ووصف العلاقات الثنائية التي تربط السعودية وقطر، بأنها "قديمة راسخة تقوم في أصلها وجوهرها على ركائز ثابتة وتتجاوز أواصر الجوار والقربى والمصالح المشتركة". تعزيز العمل المشترك قالت تقارير إن الاهتمام الشعبي والرسمي بزيارة خادم الحرمين الشريفين لدولة قطر، يأتي لما يحظى به الملك سلمان بن عبدالعزيز، من مكانة كبيرة لدى الشعب القطري، فضلا عن الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة والتي تتطلب مزيدا من التنسيق بين الرياضوالدوحة. وأضافت التقارير أن المباحثات الثنائية المرتقبة بين قيادتي البلدين تعكس حرصهما على تعزيز العمل المشترك، قبيل انعقاد القمة الخليجية بالبحرين، كذلك تحقيق أمن واستقرار دول المنطقة. تطور متواصل تعد الزيارة أول زيارة رسمية له لقطر، منذ توليه الحكم في 23 يناير من العام الماضي، كما أنها ثاني زيارة خلال شهرين، إذ زار الملك سلمان بن عبدالعزيز، الدوحة، في 24 أكتوبر الماضي، لتقديم واجب العزاء في وفاة أمير قطر الأسبق، الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني. وشهدت العلاقات القطرية السعودية تطورا متواصلا، وتنسيقا مشتركا على مختلف الأصعدة، خلال العقود الماضية. وتشارك قطر في التحالف العربي الذي تقوده السعودية لاستعادة الشرعية في اليمن من الانقلابيين الحوثيين وحليفهم المخلوع علي عبدالله صالح، منذ 26 مارس 2015، وذلك استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالتدخل عسكرياً ل"حماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية"، بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014.