قبل ساعات من عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، بطلب من فرنسا للتباحث في الوضع المتدهور في شرق حلب، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، أن أكثر من 50 ألف شخص فروا من الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شرق حلب خلال الأيام الأربعة الأخيرة، موضحا أن 20 ألف نازح لجؤوا إلى الأحياء التي تسيطر عليها قوات النظام، بينما انتقل 30 ألفا إلى حي الشيخ مقصود الذي يسيطر عليه الأكراد. وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أول من أمس، أن نحو 20 ألف شخص فروا خلال الساعات ال72 الماضية من الهجوم الذي تشنه قوات نظام بشار الأسد على مناطق شرق حلب، مشيرة إلى أن هذا العدد تقديري. وكان رئيس العمليات الإنسانية في الأممالمتحدة ستيفن أوبراين، قد أعرب أول من أمس، عن قلقه الشديد على مصير المدنيين بسبب الوضع المخيف في مدينة حلب. كما اعتبرت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي بتينا لوشر، أن الظروف التي يعيشها المدنيون "رهيبة"، واصفة الوضع بأنه "انحدار بطيء نحو الجحيم". إغاثة السكان يأتي ذلك فيما قالت مصادر دبلوماسية إن الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن تضمن استماع أعضاء ال15 إلى إحاطة بشأن الوضع في شرق حلب من أحد مسؤولي الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة، وكذلك أيضا من المبعوث الدولي إلى سورية ستافان دي ميستورا الذي تحدث عبر الفيديو. وأكد السفير الفرنسي في الأممالمتحدة فرنسوا ديلاتر أن "فرنسا وشركاءها لا يمكنهم البقاء صامتين إزاء ما يمكن أن يكون واحدة من أكبر المجازر بحق مدنيين منذ الحرب العالمية الثانية". بدوره، قال نظيره البريطاني ماثيو رايكفورت، إن الأممالمتحدة لديها خطة لإغاثة السكان في شرق حلب وإخلاء الجرحى، وأن المعارضة "وافقت على هذه الخطة، مطالبا روسيا بالضغط على النظام السوري للموافقة عليها". من ناحية ثانية، أعلنت باريس ولندن أول من أمس، أنهما ستحيلان قريبا إلى بقية أعضاء مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يفرض عقوبات على مسؤولين في النظام السوري أمروا بشن هجمات بأسلحة كيميائية. صمود المعارضة قتل 45 مدنيا في قصف مدفعي ضد تجمع للنازحين بمدينة حلب، شمالي سورية، فيما ارتفع عدد القتلى المدنيين في المدينة منذ 15 نوفمبر الماضي إلى 739. وأفاد المسؤول في الدفاع المدني، إبراهيم أبو ليث، بأن القصف "استهدف نازحين في حي جب القبة الخاضع لسيطرة المعارضة شرقي حلب، وأسفر عن مقتل 45 مدنيا معظمهم أطفال ونساء". من جانبه، أوضح قيادي في المعارضة السورية أمس، أن جماعات المعارضة لن تنسحب من شرق حلب، مشيرا إلى أنها تعتزم مواصلة القتال في مواجهة الهجوم المكثف الذي تشنه قوات النظام . وقال رئيس المكتب السياسي لجماعة "فاستقم" زكريا ملاحفجي، إن انسحاب فصائل المعارضة مرفوض، مشيرا إلى أنه تحدث معهم، وإن الأيام القادمة ستشهد أشياء أخرى، دون أن يفصح عنها. غارة إسرائيلية قالت قوات النظام إن طائرات إسرائيلية أطلقت صاروخين على منطقة غربي العاصمة دمشق صباح أمس دون أن يسفر الهجوم الذي تم شنه من المجال الجوي اللبناني عن وقوع أي خسائر بشرية. وأوضح مصدر عسكري أن الطائرات الإسرائيلية شنت ضربتها الجوية فجرا، وأن الصاروخين سقطا في منطقة الصبورة. من ناحية أخرى، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، أن قوات النظام اعتقلت مئات الأشخاص الذين اضطروا للفرار من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في شرق حلب في الأيام القليلة الماضية بسبب هجوم شرس يستهدف استعادة المدينة بالكامل، موضحا أن قوات احتجزت واستجوبت مئات الأشخاص الذين فروا صوب الأجزاء الشمالية الشرقية من حلب التي استعاد الجيش وحلفاؤه السيطرة عليها من المعارضة، ولافتا إلى أن أكثر من 300 شخص باتوا في عداد المفقودين.