فاجأ طرفا الانقلاب، ميليشيات الحوثيين الانقلابية وحليفها المخلوع علي عبدالله صالح، الشارع اليمني في وقت متأخر ليل أول من أمس، بإعلان تشكيل حكومتهما الانقلابية، في وقت تتسارع فيه جهود المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الرامية إلى استئناف مفاوضات السلام. وقال مصدر مقرب مما يسمى ب"المجلس السياسي الأعلى"، إن الحكومة ضمت عناصر لا تملك أي خبرة أو كفاءة، ومعظم أعضائها عناصر مقربة من المخلوع، مارست شتى أشكال الفساد لمدة تزيد عن 33 عاما، إضافة إلى عناصر انقلابية حوثية، مشيرا إلى أن إعلانها أتى فقط لإيهام اليمنيين بأنه لا يوجد خلاف بين طرفي الانقلاب، رغم أن الشعب اليمني كله يدرك حجم تلك الخلافات، التي وصلت حد محاولات الاغتيال، كما حدث للمخلوع قبل أسبوعين. مضيفا أن معظم قيادات الحوثيين ظهروا خلال فترة زمنية وجيزة، بثراء فاحش خلال أقل من عام، وامتلكوا عقارات كبيرة وأموالا طائلة. وكشف المصدر أن صالح يعارض منح حقيبة وزارة الدفاع للحوثيين، متوقعا ألا تصمد الحكومة لسببين، أولهما أن الشعب غير راض عنها من الأساس، والثاني أن الخلافات سرعان ما ستعود لتطفو على السطح بين طرفي الانقلاب، لا سيما أن صالح اشترط بقاء قيادات كبيرة من الضباط الموالين له في وزارة الدفاع وعدم تهميشهم. تفاصيل الفساد وصف القيادي المنشق عن جماعة الحوثيين، عبدالناصر العوذلي، الحكومة الجديدة بأنها "حكومة تدمير"، وقال "الانقلابيون بهذا التصرف دقوا المسمار الأخير في نعش المفاوضات، لذلك فإن الحكومة الشرعية مطالبة بتسريع عملياتها العسكرية، والوضع الحالي يستوجب هزيمة الميليشيات واستعادة الشرعية عن طريق القوة وحدها. وأضاف "عناصر الحكومة الجديدة هم أفراد عصابة سرقة ونهب وتهريب أسلحة، فرئيس الحكومة عبدالعزيز بن حبتور خائن للشرعية، وتسلم مبلغ 200 مليون دولار من الرئيس هادي لإنجاز مهام رسمية في عدن، لكنه حول المبلغ إلى مصلحته الشخصية ونكث بالعهود وانضم للانقلابيين، كما أن ياسر العواضي، المحسوب على حزب المؤتمر الشعبي لديه سجل مليء بالفساد، وكان يسجل أكثر من خمسة آلاف اسم وهمي في كشوفات الرواتب ويتسلم رواتبهم، وحسين حازم الذي تم تعيينه وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي لا يحمل أي مؤهل عال يخوله الجلوس على هذا المنصب. والمدعو فارس مناع هناك قضايا دولية رفعت بحقه بتهم تهريب الأسلحة، وهو مجرم مطلوب للعدالة، لأنه تسبب في إهدار دماء كثير من أبناء الشعب اليمني". غرس المفاهيم المشبوهة أضاف العوذلي "يحيى الحوثي الذي تم تعيينه وزيرا للتربية يعمل في غسل الأموال وهو مسؤول بصورة رئيسية عن تجنيد الأطفال، وتعيينه في هذه الوزارة بالذات مقصود، لأنها مستهدفة من قبلهم منذ وقت مبكر، وأول عمل قاموا به منذ الانقلاب هو محاولة إدخال صرختهم إلى المدارس، لكنها قوبلت بالرفض، كذلك قاموا بطرد كثير من المعلمين وتعيين آخرين يتبعون لهم فكريا، وهنا تكمن الخطورة، لأنهم يريدون زرع أفكارهم المشبوهة في عقول الطلاب، والوزير الجديد من أكبر الموالين لإيران التي توسطت لإطلاق سراحه في ألمانيا بعد تورطه في غسل الأموال، لذلك فإن أولى مهامه سوف تكون غرس المفاهيم الإيرانية وسط الطلاب".