تفاقمت الخلافات بين قيادة جماعة الحوثي وحليفها المخلوع صالح، وأوشكت العلاقات بينهما على الانتهاء، وقالت مصادر إن تهميش الحوثيين لعمل ما يسمى ب "المجلس السياسي الأعلى"، وكذلك تنفيذ قرارات ما أطلق عليه سابقا "اللجنة الثورية العليا"، هما السبب الرئيس في تلك الخلافات. أكدت مصادر مقربة من جماعة الحوثيين الانقلابية أن الخلافات بين قيادة الجماعة وحليفها المخلوع علي عبدالله صالح، تفاقمت كثيرا خلال الفترة الماضية، وأوشكت العلاقات بينهما على الوصول إلى طريق مسدود، مشيرة إلى أن التهميش الذي يتعمده الحوثيون على عمل ما يسمى ب"المجلس السياسي الأعلى"، وإصرارهم على نفاذ القرارات التي أصدرتها ما كانت تسمى ب"اللجنة الثورية العليا"، هما السبب الرئيسي في تلك الخلافات. وقالت المصادر إن المخلوع أعرب في رسالة لزعيم المتمردين عبدالملك الحوثي، عن انزعاجه من التصرفات التي يقوم بها أتباعه، واستهدافهم للموالين له، وطالب بتنفيذ الاتفاق بين الطرفين بصورة كاملة. وأضافت أن قيادات الجماعة الحوثية كانت قد استبقت إعلان تكوين "المجلس السياسي"، وقامت بإصدار عشرات القرارات التي أقالت بموجبها قيادات بارزة موالية للمخلوع من مناصب قيادية. وهو ما تسبب في حالة الاحتقان بين الجانبين، وهو ما تجلى بوضوح في رفض صالح المشاركة في الحكومة التي اتفق في وقت سابق على تكوينها بين طرفي الانقلاب. شتائم وسباب وتابعت المصادر قائلة إن جماعة الحوثيين تتشكك في نوايا حليفها صالح، وترى أن له أجندة خاصة، كما أشارت مصادر أخرى إلى مسؤوليته المباشرة عن تسريب إحداثيات عدد من المواقع التابعة للحوثيين، وإيصال تلك المعلومات إلى المقاومة الشعبية، وهو ما أدى إلى قصف تلك المواقع في وقت لاحق. كما جاهر عدد من قيادات الحوثيين بأن المخلوع استطاع منذ وقت مبكر اختراق صفوف الجماعة، وزرع عناصر موالية له داخلها. وكان القيادي الانقلابي عبدالكريم الحوثي قد وصف صالح ب"الحليف الخائن"، وقال إنه "لا يفكر إلا في تحقيق مصالحه الخاصة، ولا يحترم عهدا ولا ميثاقا"، كما وصفه المتحدث باسم الحوثيين ورئيس وفدهم التفاوضي في مشاورات الكويت السابقة، محمد عبدالسلام بأنه "ثعبان لا يؤمن جانبه". اشتباكات متواصلة وصف المركز الإعلامي للمقاومة الخلافات بين طرفي الانقلاب بأنها "طبيعية"، نظرا لاختلاف توجهاتهما وتباين أهدافهما، مشيرا إلى أن احتقان العلاقات بينهما هي السبب الرئيسي في عدم قدرة الوساطة الدولية على التوصل إلى حلول سياسية، وأضاف أنه خلال مشاورات الكويت السابقة حدثت مواجهات بين عناصر حوثية وأخرى موالية لصالح، وصلت حد تبادل السباب وكادت تصل إلى عراك بالأيدي، لولا تدخل آخرين. وأشار إلى ما حدث بين مدير مكتب زعيم التمرد، مهدي المشاط، والقيادي المؤتمري، ياسر العواضي، والذي أدت إلى امتناع الأخير عن المشاركة في جلسات التفاوض واحتجابه في غرفته.