فيما تعاملت ميليشيات الانقلابيين بالقوة المفرطة مع متظاهرين سلميين في العاصمة صنعاء، كانوا يطالبون بصرف رواتبهم المتأخرة منذ عدة أشهر، كشف مصدر ل"الوطن" أن المخلوع علي عبدالله صالح وجَّه كل اهتمامه في الوقت الحالي للانتقام من مدينة تعز، وطالب فلول قواته باجتياحها، «ولو أدى الأمر إلى حرقها»، حسب تعبيره. تصدى مسلحون تابعون لميليشيات الحوثيين بالقوة المفرطة للمظاهرات الشعبية التي خرجت أمس في شوارع صنعاء، احتجاجا على عدم صرف المرتبات، حيث قاموا بضرب بعض المتظاهرين واعتقال آخرين. وقال مصدر خاص إلى "الوطن" إن الميليشيات أرسلت طقمين عسكريين لاعتقال القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، أمين صالح الغذيفي وعدد من مرافقيه، من أمام معهد الميثاق بالعاصمة صنعاء، بعد مشاركتهم في المظاهرة، وتم اقتيادهم إلى مكان مجهول. وأضاف المصدر أنه بعد ساعات من إعلان عضو المؤتمر الشعبي، كامل الخوداني، مشاركته في الاحتجاجات، اختفت مشاركاته تماما على صفحته الشخصية، وتم إجباره على إغلاق هواتفه الشخصية وقطع أي وسيلة تواصل له. القوة المفرطة تابع المصدر أن الحوثيين استخدموا القوة المفرطة في مواجهة المتظاهرين، بما يتنافى مع كل القيم والمبادئ، مبينا أن المتظاهرين خرجوا في مظاهرة سلمية، للمطالبة بصرف الرواتب، مشيرا إلى أن سكان العاصمة صنعاء يعانون فقرا شديدا بسبب عدم صرف المرتبات، متوقعا تزايد المظاهرات الاحتجاجية خلال الفترة القليلة المقبلة، وأضاف "غالبية المواطنين لم تعد تستطع المزيد من الصبر، لأنهم لا يجدون مالا يعولون به عائلاتهم". وقال الأمين العام لنقابة جامعة صنعاء عبدالحميد البكري، إن المظاهرة خرجت بالقرب من الجامعة، واجتمع المتظاهرون في نفس الموقع الذي انطلقت منه مظاهرات 2011 ضد المخلوع علي عبدالله صالح، إلا أنهم قوبلوا بعنف شديد من ميليشيات الحوثيين التي سارعت إلى اعتقال أعداد كبيرة من المحتجين، وأضاف أن أسلوب القمع لن يجدي في المرات المقبلة، حتى إذا نجح الانقلابيون في تفريق مظاهرات الأمس، مؤكدا أن الأوضاع وصلت إلى مستوى لا يمكن السكوت عليه أو احتماله. الفقر مقابل الرفاهية تابع البكري قائلا "جميع الطلاب الجامعيين والأكاديميين والموظفين بكافة القطاعات سوف يكررون الخروج إلى الشارع قريبا، خصوصا مع تردي الأوضاع الاقتصادية، وللأسف فإن قيادات الميليشيات لا تشعر بما يشعر به المواطن العادي من فقر وجوع وحرمان، وهم يحتفظون بملايين الريالات التي نهبوها من خزينة الدولة، ولذا لا يتأثرون بتدهور الاقتصاد، ونجدهم يعبثون بتلك الأموال، ويستخدمونها لشراء مساكن وعمائر وممتلكات وسيارات، بينما يكابد المواطنون تحت خط الفقر، وليتهم اكتفوا بما نهبوه، بل منعوا صرف المرتبات، وبات المجتمع اليمني منقسما إلى طبقتين.