اندلعت في صنعاء تظاهرات عفوية، وشهدت شوارع المدينة اعتصامات وإضرابات، احتجاجا على وقف صرف رواتب الموظفين لعدة أشهر، مما تسبب في صعوبات معيشية لآلاف المواطنين. إلى ذلك رفض مجلس الأمن الإجراءات الأحادية التي اتخذها الحوثيون بإعلان مجلسهم السياسي. ودعا المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ إلى انسحاب الحوثيين من صنعاء. بعد أيام قلائل على حشد الانقلابيين الحوثيين وحليفهم المخلوع علي عبدالله صالح، للمتظاهرين في ميدان السبعين، باستغلال الأموال التي كان من المفترض أن تدفع كرواتب لموظفي الدولة، عجز طرفا الانقلاب عن التصدي للحشود الفعلية من شرائح المجتمع اليمني، التي خرجت وانتفضت داخل صنعاء بصورة مفاجئة، لتصرخ في وجه الانقلاب والتمرد، وتظهر الوضع المعيشي الصعب الذي تعيشه مختلف فئات الشعب، بعد أن تزايدت الأسعار بصورة جنونية، وشحت السلع والمواد الغذائية من الأسواق. وخرج الآلاف من السكان إلى شوارع صنعاء، في مظاهرات عفوية، تنذر بثورة تقتلع جذور الانقلابيين من العاصمة، مثلما حدث في باقي محافظات اليمن، وأشارت مصادر إلى أن الضيق قد بلغ مبلغه بالمواطنين من تصرفات الانقلابيين، وتحويل كافة أموال الدولة لمصلحة ما يسمى ب"دعم المجهود الحربي". وأضافت أن حالة الغليان التي تشهدها صنعاء تأتي بعد امتناع الحوثيين عن صرف رواتب الموظفين، والاكتفاء بصرف رواتب منسوبيهم فقط، إضافة إلى استبعادهم أكثر من 41 ألف موظف من وظائفهم، وإحلال حوثيين من سكان صعدة تحديدا، مكانهم، برواتب فاقت رواتب الموظفين السابقين بأضعاف كبيرة، وهي الإجراءات التي فاقمت معاناة المواطنين وزادت مستوى البطالة. نهب الجمعيات الخيرية أضاف المصدر الذي رفض الكشف عن هويته في تصريحات إلى "الوطن": "جزء كبير من الموظفين الذين لا يزالون على رأس العمل لم يتسلموا رواتبهم منذ أكثر من خمسة أشهر مضت، وكثير من المواطنين باتوا يعتمدون في معيشتهم على المساعدات الخيرية، إلا أن الحوثيين للأسف نهبوا أموال كثير من تلك الجمعيات الخيرية، وحرموا آلاف العائلات التي كانت تعتمد عليها، وأصبحت شوارع صنعاء تعج بأعداد كبيرة ومهولة من المتسولين الذين يبحثون عما يسد رمقهم، حتى التجار اضطروا لإغلاق متاجرهم، وتوقفت معظم المؤسسات والشركات". التهديد باستخدام القوة تابع المصدر بالقول "هناك حالات إضراب كبيرة في العديد من قطاعات الدولة، ومعظم المواطنين يأملون باندلاع مظاهرات عارمة كي يتخلصوا من الميليشيات التي باتت تهدد حياتهم بالموت جوعا، ورغم ذلك لم يتورع الانقلابيون عن تهديد المواطنين بالمزيد من القمع، وإطلاق تحذيرات لهم عبر مكبرات الصوت، بأنه إذا لم يفضوا اعتصاماتهم ويوقفوا التظاهرات، فسوف يتم التعامل معها بالقوة، وهناك عدد كبير من الشخصيات المتظاهرة تم اعتقالها. من جانبه، قال رئيس مركز المدار للدراسات اليمنية، الدكتور فضل الربعي، إن العبث الذي طال المؤسسة المالية والبنك المركزي من قبل الانقلابيين والتصرف بأموال الدولة بشكل سلبي، تسبب في انقطاع الرواتب وتأخيرها، وتوقع تصاعد المظاهرات بشكل كبير خلال الأيام المقبلة.