تزامنا مع إعلان دمشق، أمس، رفضها خطة المبعوث الدولي، ستيفان دي ميستورا، إقامة إدارة ذاتية لمقاتلي المعارضة في الأجزاء الشرقية من مدينة حلب، صعَّد النظام ضرباته الجوية في مواقع المعارضة، مما أسفر عن مقتل 300 شخص وإصابة 950 آخرين خلال خمسة أيام، وأدت إلى تعطل المستشفيات الميدانية، وحدوث دمار شامل في الأبنية والممتلكات، وذلك بعد يوم من مقتل 54 شخصا على الأقل في قصف جوي طال المدنيين. وفي غوطة دمشق، استهدفت الطائرات الحربية مدرسة ابتدائية في بلدة النشابية بمنطقة المرج، وأسفرت عن مقتل طفل وإصابة 15 بجروح. من جانبها، أعلنت المعارضة السورية بحلب، أنها قتلت وجرحت العشرات من عناصر النظام والميليشيات الموالية له، عقب محاولتهم التقدم جنوب وغرب المدينة، في وقت أكد فيه ناشطون أن طيران النظام المروحي، بدأ فجر أمس، قصف البراميل المتفجرة المحتوية على غاز الكلور، على كل من حي الصاخور وهنانو شرق حلب، وأدى إلى مقتل عائلة كاملة مكونة من ستة أشخاص. وأعلنت مديرية الصحة، أن جل المستشفيات في شرق المدينة المحاصرة أصبحت خارجة عن الخدمة، بسبب قصف الطيران السوري والروسي. صراع حلب أصبحت مدينة حلب مركزا رئيسيا للقتال في البلاد بين قوات النظام السوري وحلفائه، الذين يسعون للقضاء على الفصائل المعارضة المسلحة باستخدام القصف العنيف والهجمات البرية، تزامنا مع تقديم عروض عدة للمعارضة بمغادرة المدينة. وبحسب مراقبين، فإن النظام السوري وروسيا، يسعيان لحسم معركة حلب، قبل دخول فترة الرئيس الأميركي الجديد ترامب مطلع العام المقبل. والتقى المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، أمس، وزير خارجية النظام، وليد المعلم، بدمشق، للتباحث حول الخطة الهادفة إلى وقف أعمال العنف في مدينة حلب، عارضا على النظام مسألة إدارة حكم ذاتي في الأحياء الشرقية من حلب، الأمر الذي رفضته دمشق. عرض أممي عرض دي ميستورا خلال مقابلة أجراها مع صحف أجنبية، قبل أسبوع أن تعترف الحكومة السورية بالإدارة التي يقوم بها مقاتلو المعارضة في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، التي أصبحت تحت سيطرتهم منذ عام 2012، مقابل ضمان مغادرة المقاتلين التابعين لجبهة الشام المنطقة، التي يعيش فيها نحو 250 ألف مدني، يعانون من شح المواد الطبية والإغاثية. يذكر أنه جرت خلال هذا العام، ثلاث جولات للحوار بإشراف الأممالمتحدة، من أجل التوصل إلى حل يضمن وقف النزاع المندلع منذ عام 2011، إلا أن التصعيد الأخير نسف كل جهود وقف النار، ودعت المنظمة الدولية جميع الأطراف إلى وقف كامل للهجمات العشوائية على المدنيين والبنى التحتية للمدن.