إلهام جعفري من المخجل أن ترتدي ثوب الشهرة القصير وترقص به فرحا وطربا ظنا منك أن هذا الثوب لن يضيق مع الأيام، ولن يقصُر أكثر ليتعرى جسد حقيقتك كاملا، ومن المؤسف أن تظن أن القناع الذي ترتديه سيطول بقاؤه كثيرا على ملامح وجهك الذي تحاول إظهار عكس ما خلفه وما تُبطنه، وأنت تعلم أنك تكذب مع ذاتك أولاً قبل غيرك وتظلمها وتكون الجاني عليها، جميع من ارتدى ثوب الشهرة الطويل لم يكن مهتما سوى أن يحافظ على مبادئه وقيمه الثابتة. كان مبدأ الستر والحفاظ على المضمون أولا وصدق الذات ثانيا هو الأساس الذي وضعت من أجله أهدافه، ربما كان يضع في الحسبان مسبقا كيقين وإدراك أنه مهما قصُر ذلك الثوب مع الزمن سيبقى بالكاد بالطول الذي لن يظهر من العيوب شيئا، شتان بين التصفيق لرقصة قصيرة سيغادر صاحبها المسرح سريعا وشتان بين التصفيق لرقصة طويلة، رقصة مبادئ لم يتحرك منها شيء، لم يمل خصر أهدافها، ولم تهتز للخوف أكتافها، ولم يظهر من جسد واقعها ما يثير الفتنة. لم تكن تهتم لإظهار المفاتن لأنها تعي أن ما لديها أثمن من أي شيء آخر، أثمن من التصفيق والمدح والتحديق حد الزهو بصاحبها لعالم التحليق، تلك الشخصية تملك سلاح الكلمة، وتسعى إلى إحداث تغيير، تلك الشهرة التي وجد نفسه فيها دون أن يترصدها أو يكون مخططا لها مسبقا لم تواكب عصر العولمة السريعة، والتغييرات التي سنختصرها بمسمى ال(فظيعة)، ولم تواكب موضة التطور، والتمرد، والتحرر والمشي على السجاد الأحمر ولا التغزل بذات الشعر الذهبي أو الأشقر موضة أشبه بموضة السابقين ربما هي أشبه بجدائل نساء الماضي التي لم تغيرها إلى الآن صرعة موضة الحاضر، ومهزلة المناظر وكل شيء عابر جدير وحريٌّ بنا أن نعيد الحسابات في مبدأ رفع شخص ثم محاولة إسقاطه وإسقاط شخص ثم محاولة رفعه، الأمر ليس كذلك، الأمر أبعد ما يكون عن من ظهر ومن اختفى، وعن من يبحث عن الشهرة، ومن تأتي إليه ومن حولها إلى هدف ومن حولها لغاية ومن أثار بها الجدل ومن جعل منه مصدرا للهزل والملل، بل لمن البقاء في واقع يحتوي الجد والهزل، والصدق، والكذب والواقع، والخداع، ووجود الذات والضياع مبدأ يقول: (إن غلطة الشاطر بألف)، بل بمليون، وإن من رفعك قادر على إسقاطك مع أول غلطة تظهر منك بقصد أو بدون قصد، وإن البقاء للأجدر والأقوى، ومن سيحافظ على مبادئه ولن تغريه الألقاب ولا المناصب، ولا التصفيق ولا المكاسب، ولا المديح الكاذب، مبدأ ثابت لا يتغير حتى وإن أُعيد ذات الموقف وتكرر، فالمهنة مهما كانت هي: أولا أخلاق، ثم هوية ذات وشخصية، وصدق قول وإحقاق حق، وقلم صادق مع نفسه قبل أن يصدُق مع الأوراق.