لم يشفع مبلغ 150 مليون ريال الذي ضخته المديرية العامة للمياه بمنطقة عسير، لمشروع الصرف الصحي بمحافظة ظهران الجنوب، على إنجازه خلال السنوات العشر الماضية، بل إنه ظل متعثرا على الرغم من المطالبات والمراجعات الحثيثة التي قام بها أهالي المحافظة في سبيل الانتهاء منه، وتلافي المخاطر الصحية والبيئية التي تراكمت بسبب تعثر المشروع وتأخر إنجازه وتسليمه خلال الفترة الزمنية المحددة لتسليمه. مطالب بالتحقيق طالب عضو مجلس الأهالي محمد السالمي، بفتح التحقيق حول تعثر مشروع الصرف الصحي بظهران الجنوب، وقال "إن المبالغ الضخمة المخصصة له كافية لتنفيذه وتسليمه خلال الفترة المحددة له"، وحذر السالمي من التسويف في عملية إنجاز المشروع، واستشهد بالأضرار الكبيرة التي لحقت بشبكة الأنابيب وغرفة التخزين خلال موسم الأمطار لاسيما في وادي العرين، مما يتحتم عليه ترسية مشروع جديد، والدخول في حلقة جديدة من المشاريع المتأخرة والمتعثرة. مشروع ناقص محمد دحمان القاضي، من سكان حي الرحيب الغربي، وصف المشروع بالناقص، خاصة وأن عشرات المنازل في أهم أحياء ظهران الجنوب لم تصلها الشبكة، وقال "على الرغم من المطالبات والمراجعات إلا أنهم لم يجدوا تجاوبا خاصة من بلدية ظهران الجنوب التي امتنع مسؤولوها عن فتح الشوارع"، وطالب القاضي بتشكيل لجنة عليا للبحث في مشروع تعثر المشروع الذي انتظره الأهالي لسنوات. مخاطر صحية عضو مجلس الأهالي سعيد هادي آل كعبان، حذر من المخاطر الصحية والبيئية التي تعاني منها محافظة ظهران الجنوب بسبب تأخر إنجاز مشروع الصرف الصحي الذي بدأ العمل به قبل 13 عاما ولا يزال متعثرا لأسباب يجهلونها، وقال "إن ظاهرة طفح المجاري ومياه الصرف الصحي المنتشرة في مختلف أحياء وقرى المحافظة بسبب الطبيعة الصخرية للأرض تسببت في تكاثر الحشرات الضارة كالبعوض، بسبب تجمع المياه، وستؤدي لإصابة السكان بالعديد من الأمراض الخطيرة كالوباء الكبدي والحساسية والأمراض الفطرية والملاريا". تلوث بيئي بدوره، حمل مهدي مبارك آل صالح من قاطني "حي الإسكان"، مديرية المياه بعسير المسؤولية عن تعثر مشروع الصرف الصحي بظهران الجنوب، بسبب ترسية المشروع على مقاولين غير أكفاء اعتادوا على الدخول في المناقصات ومن ثم تسليم المشاريع لمقاولين من الباطن قدراتهم لا تتعدى معدة واحدة وخمسة عمال، وسرعان ما ينسحبوا لضخامة المشروع وعدم قدرتهم على تنفيذ مواصفاته، محذرا من خطورة ظاهرة تلوث مياه الآبار والتربة لاسيما في مزارع وادي العرين الممتد لأكثر من 80 كلم، ويوجد على طرفيه أكثر 3 آلاف مزرعة وقرية. سحب المشروع اعترف مدير عام المياه بمنطقة عسير المهندس يزيد آل عائض، بتعثر مشروع إنشاء المحطة في مرحلتها الأولى، مؤكدا ل"الوطن"، أن المديرية بذلت ما في وسعها مع المقاول المنفذ بهدف دفع المشروع لمرحلة الإنجاز، إلا أنه تعذر ذلك مما اضطر المديرية إلى سحب المشروع من المقاول وإعادة طرح المتبقي من هذه الأعمال في منافسة جديدة وفق ما تقتضيه الأنظمة ليعود المشروع لتحقيق الهدف منه. أعمال إضافية أبان مدير مياه عسير، أنه تم تنفيذ عقد آخر بمسمى مشروع إضافة وحدات متطورة لنظام المعالجة الثلاثية لمحطة معالجة مياه الصرف الصحي بظهران الجنوب بمبلغ 23 مليونا و525 ألفا و525 ريالا، مؤكدا أن جميع هذه المشاريع في حيز المشاريع المنتهية، وتبقت أعمال تشغيل محطة المعالجة، وربط التوصيلات المنزلية عليها وذلك رهن توفر تكاليف مادية لعقد التشغيل والصيانة لمحطة المعالجة، إذ إن هذا العقد من الأهمية بمكان حتى تكون هناك ديمومة لتشغيل المشروع ومتابعة يومية لآلية العمل الذي تتطلبه مثل هذه المشاريع، ولكونه يصعب تشغيل محطة المعالجة بشكل مطمئن دون وجود مقاول التشغيل والصيانة على قدرٍ من الإلمام والمعرفة والملائمة الفنية والمالية والقدرة على معالجة ما تترتب عليه أعمال التشغيل عادة. محطة معالجة أكد المهندس آل عائض، أن محافظة ظهران الجنوب تحظى بعدد من المشاريع في قطاع الصرف الصحي، إذ تم إنشاء محطة معالجة مياه الصرف الصحي ب29 مليونا و981 ألفا و859 ريالا، وجرى تنفيذ الخطوط الرئيسية والفرعية للعديد من الأحياء من خلال عقد بمسمى "تنفيذ شبكات الصرف الصحي بمحافظة ظهران الجنوب" المرحلة الأولى بمبلغ 36 مليونا و466 ألفا و188 ريالا، وكذلك عقد آخر استكمال للمرحلة الأولى بمبلغ 28 مليونا و284 ألفا و75 ريالا، كما تم العمل على استكمال تنفيذ محطة معالجة مياه الصرف الصحي المرحلة الثانية بمبلغ 31 مليونا و980 ألفا و925 ريالا.