بعد إعلان موسكو أنها ستواصل نقل منظوماتها الصاروخية من طراز "إسكندر-إم" القادرة على حمل أسلحة نووية إلى محافظة كالينينجراد على الحدود البولندية والليتوانية، وكذلك إبحار سفينتين حربيتين روسيتين محملتين بصواريخ كروز إلى بحر البلطيق، دفع حلف شمال الأطلسي "الناتو" للتصعيد أمام الخطوات الروسية، من خلال الدفع ب4 آلاف جندي على حدود روسيا، مع كل من ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا وبولندا، فيما نشرت الولاياتالمتحدة 300 من جنود المارينز في النرويج. وذكرت تقارير، أن التصعيد العسكري ضد روسيا سيتضاعف العام المقبل، مشيرة إلى أن بريطانيا سترسل العام المقبل طائرات مقاتلة إلى رومانيا، بينما الولاياتالمتحدة ستبعث بجنودها ودباباتها وقاذفات صواريخها إلى بولندا، في حين أن ألمانيا وكندا وغيرها من دول الناتو، تعهدت بإرسال قواتها، في إطار ما تم الاتفاق عليه في اجتماع وزراء دفاع ورؤساء أركان هذه الدول في بروكسل في 26 أكتوبر الماضي. وكانت تقارير أمنية وعسكرية أوروبية، قد أشارت في وقت سابق، إلى مؤشرات "حرب باردة حقيقية" تدور في منطقة البلطيق "إستونيا ولاتفيا وليتوانيا"، وفي دول أوروبا الشرقية بين روسيا من جهة وبين الولاياتالمتحدة وحلف الناتو من جهة أخرى. هدف التصعيدات أوضح مراقبون، أن هدف الناتو من التصعيد هو ردع أي أعمال عدوانية مستقبلا على الأراضي الأوروبية، مشيرين إلى أنه بعد فترة الخمول التي تباطأت فيها استجابات الناتو، والانتقادات الموجهة ضده بالبرود تجاه التصعيدات الروسية، بدأ بتجميع قواه، والاستعداد لتوجيه رسالة صارمة. ولفت المراقبون، إلى ما ذكره وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر هذا الأسبوع "أن كل تحركات الانتشار هذه هدفها الردع، وعلى وجه التحديد فإن رغبة الناتو هي أن يظهر لموسكو أنه مستعد للدفاع عن دول البلطيق المهددة بالحرب على غرار إستونيا ولاتفيا وليتوانيا. وأكد المراقبون، أن تحركات الناتو دليل على أن أوروبا مقبلة على معركة وشيكة بين الشرق والغرب، وحتى مثلما قال ترامب وبعض المعلقين في تلميح ينبئ بنهاية العالم، إن كل الدول تستعد الآن لدخول حرب عالمية ثالثة، إلا أن بوتين فند تلك المزاعم في مؤتمر عُقد بسوتشي، حينما تحدث إلى مجموعة خبراء غربيين قائلاً إن "من الغباء وغير الواقعية" الظن أن روسيا قد تهاجم أحداً ما في أوروبا. تعمد المبالغة ووفقا للمراقبين، فإن الإعلام الروسي يتعمد المبالغة في تصوير خطورة الحشود العسكرية الغربية، مشيرين إلى أن كل طبول الحرب هذه وخطاباتها الرنانة ما هي إلا وسيلة للتحايل ولفت الأنظار بعيداً عن مشكلات روسيا المحلية والعويصة، التي لا تعد ولا تحصى، من تدهور الاقتصاد نتيجة العقوبات الغربية إلى التلاعب في الانتخابات البرلمانية الروسية، مؤكدين أن دعاية بوتين الإعلامية نجحت نجاحاً واسعاً في الداخل الروسي. وفي السياق ذاته، فإن ما يريده بوتين هو إظهار أنه لا يمكن حل أي مشكلة عالمية من دون أخذ مشورة الكرملين ووضع رأيه بعين الاعتبار، والأمر ينطبق على الشرق الأوسط وسورية، التي شنَّت روسيا على أرضها أكبر عملية عسكرية لها خارج حدودها، منذ عهد الاتحاد السوفيتي السابق. وخلص المراقبون، إلى أن روسيا تريد القول إنها أقوى مما كانت عليه في عهد الاتحاد السوفيتي، وإن الدب الروسي له مخالب، وإن الدرع الصاروخي في أوروبا الشرقية لن يمنع الصواريخ الروسية من عبور المنطقة القطبية الشمالية نحو الولاياتالمتحدة.