في اليوم الثالث على بدء معركة فك الحصار عن حلب، شنت قوات المعارضة المسلحة هجوما على الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام، وقصفتها بعدة قذائف وصواريخ. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان. إن الاشتباكات العنيفة بين الطرفين تواصلت منذ بدء الهجوم لفك الحصار من قبل المعارضة يوم الجمعة الماضية، فيما لا تزال المعارك العنيفة تدور في ضاحية الأسد، وصولا إلى أطراف حلب الجنوبية، في الوقت الذي تراجع فيه جيش النظام في عدة مناطق كان يسيطر عليها. وبعد رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، طلبا تقدم به الجيش الروسي لاستئناف الضربات الجوية ضد مواقع المعارضة المسلحة في حلب وغيرها، أفادت مصادر ميدانية بإصابة جنود روس وخبراء عسكريين، في قاعدة نيرب الجوية غرب حلب، نتيجة هجمات شنتها فصائل المعارضة من الأحياء الشرقية للمدينة. في حين أكدت المصادر، أن الجرحى نقلوا إلى قاعدة حميميم الجوية بطائرات مروحية، بينما أعلن حزب الله الذي يقاتل بعناصره في صفوف الأسد، عن مقتل عدد من عناصره في المعارك الدائرة بحلب. ويرى مراقبون، أن الخسائر التي تكبدتها روسيا في عملياتها الجوية بسورية، فضلا عن الإصابات الميدانية التي تعرض لها جنودها وخبراؤها، دفعتها للتراجع وإعادة تقييمها للتدخل في الأزمة السورية، خصوصا بعد الانتقادات أوالإدانات الشديدة التي تلقتها من المجتمع الدولي، ووصف عملياتها التي تستهدف المدارس والمستشفيات والمدنيين، إلى جانب قوات النظام السوري، بأنها جرائم حرب، وطالبوا بفرض مزيد من العقوبات عليها. معلومات متضاربة تضاربت المعلومات حول تمكن الفصائل المقاتلة من اقتحام حي حلب الجديدة، أكبر الأحياء الغربية للمدينة، في الوقت الذي دارت فيه اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة منطقة كرم الشيخ لطفي بجنوب شرق مدينة حلب، وسط قصف متبادل بين الطرفين. وأفادت وسائل إعلام تابعة للنظام بتمكن قوات الأسد من استعادة معظم النقاط التي خسرتها في قرية منيان بريف حلب الغربي، وبدأت هجوما معاكسا لاستعادة السيطرة على ضاحية الأسد جنوب غرب حلب. في حين أفاد المرصد بأن اشتباكات بين قوات النظام والفصائل المقاتلة دارت في محيط منطقة عزيزة بالريف الجنوبي لحلب، وترافقت الاشتباكات مع قصف متبادل بين الجانبين، تمكنت فيها الفصائل من أسر عناصر من قوات النظام والميليشيات الموالية لها. انتهاكات اللاجئين أعلنت مجموعة العمل من أجل فلسطيني سورية أمس، ارتفاع عدد الضحايا الفلسطينيين في سورية بسبب النزاع الدائر في البلاد، وبفعل عمليات القتل والحصار والتجويع التي تمارسها قوات الأسد، وأجهزته الأمنية، ضد المخيمات الفلسطينية. وأكد فريق الرصد والتوثيق في المجموعة، أنه وثق حتى أمس، مقتل أكثر من 3379 لاجئا فلسطينيا بسبب الحرب في سورية، في حين أدى القصف بالبراميل المتفجرة إلى مصرع 1923 لاجئا فلسطينيا، وأن نحو 453 لاجئا قضوا تحت التعذيب في سجون الأسد. وأبدت مجموعة العمل، قلقها على مصير أكثر من 12 ألف مدني محاصرين داخل مخيم خان الشيح الذي يعاني من نقص حاد بالمواد الطبية، والغذائية الأساسية، والأدوية، والمحروقات، في الوقت الذي يخشى فيه أهالي المخيم من اقتحام ميليشيات الأسد للمخيم وحدوث انتهاكات جسيمة، حيث أكدوا أنه لا يوجد أي فصيل مسلح بينهم. وجدد أهالي المخيم مطالبتهم برفع الحصار عن مخيمهم، والسماح للقوافل الإغاثية بالوصول إليهم، داعين الأممالمتحدة للعمل على رفع الحصار المشدد عن المخيم وضمان عدم وقوع أي انتهاكات إنسانية ضد المدنيين.