استعادت قوات النظام أمس مواقع كانت قد خسرتها قرب مدينة حلب في شمال سورية، في وقت واصلت الطائرات الروسية قصف مواقع المعارضة في أكثر من محافظة في ظل استمرار المعارك العنيفة بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس أن طيرانها «نفذ 71 طلعة في سورية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مستهدفاً 118 موقعاً تابعاً للإرهابيين». وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف إن «وتيرة غارات القوات الروسية ترتفع بسبب رصدها عدداً كبيراً من مواقع الإرهابيين»، مؤكداً أن توجيه الضربات يشمل مواقع مموهة، وفي مقدمها قواعد ونقاط ارتكاز ومراكز إدارة. وذكر أن مقاتلات «سوخوي 24 إم» دمرت مركزاً للإدارة ومخزناً كبيراً للذخائر تابعين للمسلحين قرب سلمى بمحافظة اللاذقية. وفي ضواحي بلدة مسرابا بريف دمشق استهدفت غارة «مركز القيادة التابع لجماعة «جيش الإسلام»، الأمر الذي أدى إلى شل عمل الإدارة للمسلحين في هذه المنطقة، لأن عقدة الاتصالات كانت متواجدة في هذا المركز». وأضاف أن غارة نفذتها مقاتلات «سوخوي 25» في محافظة إدلب أدت إلى تدمير «مركز مموه خاص بتموين الإرهابيين»، وكانت فيه ذخائر وأسلحة ومواد، كما تم تدمير ثلاث شاحنات مموهة ركنت على بعد نصف كيلومتر عن الموقع. وأفادت شبكة «شام» الإخبارية أمس أن النظام «استعاد كامل سيطرته على مدينة السفيرة بعد معارك عنيفة» ضد تنظيم «داعش» الذي كان قد سيطر على بعض أجزاء هذه المدينة الإستراتيجية جنوب شرقي حلب. وذكرت الشبكة أن عناصر التنظيم «انسحبوا إلى قرية الصبيحة، عقب معارك استمرت 24 ساعة شنّت خلالها الطائرات الحربية عشرات الغارات الجوية سقط على اثرها عشرات القتلى والجرحى من الطرفين». وكان تنظيم «داعش» استغل تركيز قوات النظام على محاولة فك الحصار على مطار كويرس العسكري في ريف حلب الشرقي ليشن هجومه المفاجئ على مدينة السفيرة في تحرك سبقه قيام التنظيم ب «ضرب الخطوط الخلفية للنظام وطرق إمداده (...) بدءاً بالسيطرة على حاجزين للنظام شمال مدينة السفيرة بأكثر من خمسة كيلومترات ليتابع التقدم حتى الأحياء الشمالية من المدينة (أول من) أمس ووصول مقاتليه إلى داخل احياء الجنينات والعزيزية» حيث دارت «معارك شرسة» مع قوات النظام التي استقدمت تعزيزات من معامل الدفاع وريف حلب الجنوبي لوقف تقدم التنظيم في المدينة، بحسب شبكة «شام» التي أشارت إلى أن «مدينة السفيرة تُعتبر من أهم المواقع التي تسيطر عليها قوات الأسد نظراً إلى موقعها المهم على طريق أوتستراد حلب - الرقة والتي تعتبر بوابة السيطرة على معامل الدفاع شرق مدينة حلب». في غضون ذلك، تواصلت المعارك بين قوات النظام وفصائل المعارضة في محافظة حماة (وسط) حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن فصائل إسلامية استهدفت آلية لقوات النظام قرب بلدة مورك بريف حماة الشمالي، ما أدى إلى إعطابها، مشيراً إلى «استشهاد 10 مقاتلين على الأقل من الفصائل الإسلامية المقاتلة خلال الاشتباكات مع قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني وعناصر من «حزب الله» اللبناني ومقاتلين من جنسيات عربية وآسيوية في محيط قرية معركبة بريف حماة الشمالي، ومعلومات عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها». أما في ريف حماة الشمالي الغربي فقد تحدث المرصد عن قصف قوات النظام قرى تل واسط والمنصورة والقاهرة والحميدية ومناطق في بلدة الزيارة بسهل الغاب. وفي محافظة حمص المجاروة، أشار المرصد إلى أن قوات النظام قصفت بلدة تلبيسة وأطرافها الغربية بريف حمص الشمالي، أعقبه قصف من قبل طائرات حربية روسية على مناطق في المدينة، في حين قتل ضابط برتبة نقيب و3 عناصر من قوات النظام في اشتباكات مع الفصائل الإسلامية والمقاتلة في منطقة جبورين بريف حمص الشمالي. واضاف أن الطائرات الروسية شنّت أيضاً غارات على قرى جواليك وسنيسل وأم شرشوح والسعن الأسود والغنطو وغرناطة، فيما أعطبت الفصائل الإسلامية عربة لقوات النظام في محيط قرية الدار الكبيرة. وفي محافظة اللاذقية (غرب)، ذكر المرصد أن قوات النظام قصفت أماكن في منطقة سلمى بجبل الأكراد في الريف الشمالي. وفي محافظة إدلب القريبة، تعرض قيادي في فصيل إسلامي لمحاولة اغتيال في منطقة حارم في ظل «تضارب المعلومات بين استهدافه بعبوة ناسفة زرعت داخل سيارته، أو أن انتحارياً فجر نفسه بحزام ناسف»، بحسب تقرير للمرصد. وقال معارضون ان المعارضة سيطرت أمس على قرية سكيك في ريف ادلب الجنوبي. وفي حلب بشمال البلاد، قال المرصد إن «ناشطاً إعلامياً» قُتل متأثراً بجروح أصيب به جراء قصف طائرات حربية يعتقد أنها روسية لمناطق في بلدة حيان بريف حلب الشمالي، في حين نفذت طائرات يُعتقد أيضاً أنها روسية ضربات على بلدة كفرحمرة ومنطقتي قبر الإنكليزي وأسيا بريفي حلب الشمالي والشمالي الغربي، ما أدى إلى سقوط ما لا يقل عن سبعة قتلى في ضربة استهدفت مقراً للواء مقاتل. وفي محافظة دمشق، سقطت قذائف أطلقتها قوات النظام على مخيم اليرموك جنوب العاصمة حيث اغتيل قيادي في منظمة فلسطينية من دون معرفة المتورطين في قتله. أما في ريف دمشق فقد أطلقت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على بلدة خان الشيح بغوطة دمشق الغربية، في حين قُتل عنصر من الفصائل الإسلامية في اشتباكات قوات النظام بمنطقة المرج في الغوطة الشرقية.