شنّت قوات حكومة الوفاق الوطني في ليبيا أمس هجوماً كبيراً على تنظيم «داعش» لطرده من آخر معقلين يتحصن فيهما داخل مدينة سرت ضمن «المرحلة الأخيرة» من عملية استعادة المدينة، فيما قال المركز الإعلامي لعملية «البنيان المرصوص»، على صفحته في موقع «فايسبوك» إن تقدم أمس جاء «بعد ليلة من الغارات الجوية لطيران الدعم الدولي»، في إشارة إلى الضربات الجوية الأميركية. وقالت مصادر غرفة عمليات «البنيان المرصوص» المكلفة من المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق بتحرير سرت، ل «الحياة» إن «المرحلة الأخيرة لتحرير المدينة انطلقت صباح اليوم (أمس) بالتوغل في آخر حي يتمركز به مسلحو التنظيم، وهو الحي الرقم 1 بعدما تم التوغل في الحي الرقم 3». وأكدت المصادر أن المقاتلين الحكوميين «كانوا هدفاً لنيران قناصة داعش، لكنهم تمكنوا من التحصن على أسطح المباني المقابلة لتمركز الدواعش، وأصبحوا هم من يصوّب النار على مسلحي التنظيم». وتمكنت القوات الحكومية في بداية هجومها، الذي شارك فيه نحو ألف مقاتل، من التوغل في الحيين الرقم 1 شمالاً والرقم 3 شرقاً، معتمدة على المدفعية الثقيلة، فيما رد مسلحو «داعش» بنيران القناصة والسيارات المفخخة ما أدى إلى مقتل 25 وإصابة 120 من المقاتلين الحكوميين. وقال شهود عيان إن المقاتلين الحكوميين أجلوا قتلاهم وجرحاهم من قلب المعارك التي تحوّلت إلى حرب شوارع ضارية، وتم نقلهم عبر سيارات إسعاف إلى مستشفى ميداني قريب. وأطلقت مجموعة من الدبابات والمدافع الثقيلة قذائفها باتجاه مواقع التنظيم في الحي الرقم 1، فيما غطى سماء المدينة دخان كثيف نتيجة الاشتباكات التي ألحقت أضراراً بالغة ببعض المنازل. كما يلقى مقاتلو الحكومة المدعومة من المجتمع الدولي مساندة من الطائرات الأميركية التي شنت منذ الأول من الشهر الجاري عشرات الغارات مستهدفة مواقع «داعش» في المدينة. وأعلنت واشنطن الثلثاء أنها بدأت استخدام مروحيات قتالية تتمركز فوق سفينة «يو أس أس واسب» البرمائية في البحر المتوسط. وتسعى القوات الحكومية لتجنب نيران قناصة التنظيم والسيارات المفخخة والألغام التي خبأها مسلحو «داعش» بين الأشجار وخلف أبواب المنازل، وتسببت في مقتل العدد الأكبر من أصل 350 قتيلاً وأكثر من ألفي جريح منذ بدء عملية «البنيان المرصوص» لتحرير سرت. وكانت القوات الحكومية حققت في معارك خاضتها ضد «داعش» الاثنين والأربعاء، تقدماً في حملتها الهادفة إلى استعادة المدينة، مسقط رأس معمر القذافي. وقال مختار المعداني، رئيس المجلس المحلي لمدينة سرت، ل «الحياة» إن «خطة إعادة الحياة إلى طبيعتها في سرت غداة تحريرها وتطهيرها من الدواعش جاهزة وتتضمن معالجة الملفات المهمة في حياة الناس من النواحي الأمنية والاقتصادية وإعادة الإعمار وعودة النازحين». وطالب المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني بالقيام بدورهما لإعادة الحياة الى طبيعتها في سرت وما جاورها، وألا يتعاملان مع أي تنظيمات أو هيئات موازية للمجلس المحلي لمدينة سرت، باعتباره يمثل المجلس المنتخب من سكان وأهالي المدينة.