في الوقت الذي تشهد العاصمة الليبية طرابلس تحركات كبيرة عسكرية وسياسية، تطرح العديد من الأسئلة بشأن مصير الاتفاق السياسي الموقع في مدينة الصخيرات المغربية برعاية أممية وحول مستقبل حكومة الوفاق المنبثقة عنه، ومسار العملية السياسية في ليبيا في ظل وضع أمني واجتماعي متدهور. ويتمثل هذا التصعيد في تطورات سياسية لعل من بينها ما أعلنه نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق علي القطراني عن "معركة إسقاط المجلس"، وأنه لا رجعة أبدا عن إتمام هذه المعركة، لافتا إلى أن هناك شخصيات في "رئاسي الوفاق" يجب أن تخرج من المشهد السياسي. وكانت العاصمة طرابلس قد شهدت منتصف أكتوبر الجاري، عملية اقتحام لمقر مجلس الدولة والذي كان يشغله المؤتمر الوطني قبل أن تتركز حكومة الوفاق داخله في بداية هذا العام، والكائن بمجمع قصور الضيافة بمنطقة الهضبة الخضراء في طرابلس. وقادت هذه العملية "حكومة الإنقاذ" برئاسة خليفة الغويل المحسوبة على المؤتمر الوطني المنتهية ولايته والتي كانت مرتكزة في طرابلس، بمساعدة الأمن الرئاسي، حيث دعت الحكومة المؤقتة برئاسة عبدالله الثني إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية. كما دعت الحكومة المؤقتة البرلمان الليبي إلى النظر في طلب تشكيل حكومة وحدة، معللة ذلك بأن الفوضى السياسية والأمنية التي تعيشها البلاد تتطلب توحيد الجهود في إشارة إلى الانفلات الأمني في العاصمة طرابلس. الانفلات الأمني توعّد رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبدالله الثني بمحاكمة أعضاء المجلس الرئاسي بقيادة فايز السراج، حيث حمّل الثني، المجلس الرئاسي، مسؤولية تدهور الأمن في العاصمة طرابلس، قائلا "الكل راهن على المجلس الرئاسي لكنه فشل في بنود الاتفاق السياسي والتي تضم 67 بندا، ومن أهمها طرد الجماعات المسلحة، ولكنه فشل خلال الأشهر الماضية، مما أدى إلى ارتفاع الجريمة نتيجة للانفلات الأمني الذي يحدث أمام صمت من قبل المجلس الرئاسي". الوفاق تتوعد فيما يستعد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق لتشكيل حكومته الجديدة التي سيعرضها على مجلس النواب خلال الأيام المقبلة لاعتمادها، أكد رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج في كلمة له أثناء حفل تخريج دفعة جديدة من كلية الشرطة في طرابلس، أن حكومته لن تتهاون مع "من يحاول زعزعة الأمن وإثارة الفوضى في البلاد". واعتبر فايز السراج عملية اقتحام خليفة الغويل لقصور الضيافة محاولة لإرباك المشهد وإدخال العاصمة في حرب٬ متوعدا "سنوقف هذا العبث قريبا ولن ننتظر طويلا". البنيان المرصوص أعلنت قوات البنيان المرصوص المعنية بتحرير سرت من عناصر تنظيم داعش رفضها القاطع واقعة الاستيلاء على مقر مجلس الدولة، وأكدت أنها ستضرب بيد من حديد كل مَن تسوِّل له نفسه المساس بشرعية الاتفاق السياسي الليبي والمؤسسات المنبثقة منه. كما شددت القوات على أنها تضع كامل قوتها وإمكاناتها تحت تصرف المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني والمجلس الأعلى للدولة "للتصدي بكل حزم وثبات لمثل هذه التصرفات العبثية التي تقوم بها شخصيات مهووسة بالسلطة، وخارجة عن القانون والشرعية".