في تصعيد للتوتر بين البلدين، كشف رئيس اللجنة الدفاعية الدائمة لمجلس الشيوخ الباكستاني مشاهد حسين سيد أخيرا، أن الهند رفضت الدعوات الباكستانية لعقد مباحثات بين البلدين، من أجل التوصل إلى حل للخلافات العالقة بينهما بالطرق السلمية. وأشار مشاهد حسين، إلى أن القوات الهندية حشدت المزيد من القوات على طول خط وقف إطلاق النار في ولاية كشمير وجمو المتنازع عليها، وزودت القواعد الجوية الهندية بالطائرات الروسية الصنع المتطورة، الأمر الذي يشكل خطرا على أقاليم البنجاب وخيبر بختونخواه، والسند، وبلوتشستان وبعض المناطق الأخرى، ولافتا إلى أن الأوضاع على الحدود تتجه إلى مزيد من التوتر، خصوصا بعد تهديد الهند بالقيام بغارات على مواقع المنظمات الناشطة في باكستان، بحجة أنها تدعم الانتفاضة السلمية في الإقليم. تهديدات متعددة يؤكد عدد من الخبراء، أن الأزمة بين الهندوباكستان، في طريقها نحو التصعيد، خصوصا بعد اتهامات إسلام أباد لنظيرتها نيودلهي بدعم المنظمات الإرهابية لزعزعة الاستقرار الباكستاني، على غرار حركة طالبان، وجماعة الأحرار، وحركة أوزبكستان المتطرفة وغيرها، في الوقت الذي تشير فيه وثائق باكستانية إلى أن القوات الهندية المرابطة على خط وقف إطلاق النار، خرقت الهدنة بين البلدين 58 مرة، منذ قيام الكشميريين بعملية انتحارية ضد القاعدة الجوية الهندية "يوري" في البنجاب الشرقية، و103 مرات خلال السنة الحالية. ويشير الخبراء، إلى أن التهديدات الأمنية التي تواجهها باكستان أصبحت تتفاقم من كل جهة، حيث إن باكستان عليها مراقبة الحدود الأفغانية لحصر وضبط المتسللين عبرها، وهو ما دفعها إلى تشكيل 79 قاعدة جوية جديدة على طول حدودها مع أفغانستان لحماية أي تعديات قد تطال القوات الباكستانية، خصوصا بعد خرق أفغانستان للحدود الدولية 213 مرة، بالإضافة إلى تعزيز القواعد الجوية القريبة من الهند بكل الآليات العسكرية الممكنة، والصراع القائم على السلطة بين المؤسسة العسكرية والحكومة منذ 3 سنوات. خطوات مكلفة أطلقت الهند أول غواصة حربية قادرة على حمل صواريخ باليستية نووية متوسطة المدى، وبهذه الخطوة، تمكنت نيودلهي من تطوير الثالوث النووي العسكري لها، برا وبحر وجوا. وبحسب مراقبين للمشهد الإقليمي، فإن إطلاق مثل هذه القدرات النووية، يشير إلى مدى الوجود العسكري القوي للهند على المدى المتوسط، وإذا استمر ذلك على المدى البعيد، فإنه سيقوض من مصالح الدول الأخرى في المحيط الهندي. وبينت وكالة "سبوتنيك" الروسية في تقريرها، نقلا عن الخبير العسكري الروسي فاسيلي كاشين، أن الغواصة الحربية البالغة 6 آلاف طن، والتي تدعى ب"أريحانت"، هي أول غواصة هندية قادرة على حمل صواريخ باليستية نووية، من بين 4 غواصات نووية، تحتاجها الهند بشكل عام لتطوير قدراتها العسكرية في أي وقت، مقارنة مع امتلاك كل من فرنسا وبريطانيا ل4 غواصات صواريخ باليستية، تستعملانها في عملية الردع والتخويف النووي. وأكد كاشين، أن عملية امتلاك غواصات نووية، يتطلب تكلفة عالية، وحماية جيدة لبنيتها الأساسية، وصيانة لقواعد الصواريخ الباليستية على متنها، حيث إن كل ذلك يجعل من حمايتها وعدم الوصول إليها أمرا مهما. سباق لافت أضاف كاشين، إلى أن أمر التسلح لدى روسيا يعتبر مهمة سهلة، بسبب الغواصات المتطورة لديها تحت مياه المحيطات، مثل البحر الأبيض، وبحر أوخوتسك في المحيط الهادئ، الأمر الذي يردع قوات الناتو ولا تستطيع السير في تلك الأماكن، مشيرا إلى أن الغواصات الروسية قادرة على الإبحار حتى تحت الجبال الجليدية في المحيط المتجمد، حيث إنها تكون أقل عرضة لهجمات العدو هناك-حسب قوله. وكشف كاشين عن سباق تسلح في المنطقة غير مسبوق خصوصا بين الهندوباكستان، إذ إن الأخيرة تمتلك غواصات حربية فرنسية الصنع، بالإضافة إلى عزمها قريبا شراء 8 غواصات صينية، من الطراز الحديث، التي تعتبر من أقوى المعدات الحربية المرعبة للأعداء. وخلص كاشين، إلى أنه بشراء إسلام أباد لتلك القوى البحرية المتقدمة، فإن الهند ستواجه صعوبات في حماية غواصاتها، في الوقت الذي تنوي فيه باكستان تطوير الغواصات الجديدة لتحمل أسلحة نووية مضادة لصواريخ السفن الحربية، أو من خلال شراء تقنيات جديدة أخرى من كوريا الشمالية، بهدف بناء غواصات حربية مسلحة متكونة من قسمين من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى.