فيما أعلن الناطق الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن موسكو لن تعلق على احتمال فرض عقوبات أوروبية ضد روسيا بسبب دعم نظام بشار الأسد بسورية، وأنه من الضروري انتظار القرار النهائي للقمة الأوروبية، حذَّر نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف من أنه في حال مواصلة مسار تعزيز العقوبات، فإن الترسانة الروسية من شأنها أن تسبب وجعا مؤلما جدا، لا سيما فيما يتعلق بموقف أميركا العالمي، وسياسة الولاياتالمتحدة وأوربا عموما باتجاه روسيا. يأتي ذلك في وقت يتواصل فيه تدهور العلاقات بين روسيا والدول الغربية، على خلفية الأزمة الأوكرانية، حيث فرضت دول الاتحاد الأوروبي عقوبات ضد أشخاص وقطاعات كاملة من الاقتصاد الروسي. وفي الوقت الراهن تدور مناقشات واسعة في أروقة الاتحاد الأوروبي من أجل اختيار وسائل للضغط على روسيا، بما في ذلك العقوبات الاقتصادية وغيرها، بسبب الأزمة السورية. وكان وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، قد أعلن أنه ينبغي على بريطانيا الحفاظ على سياسة العقوبات ضد روسيا، لافتا إلى أن العلاقات مع موسكو لا يمكن أن تكون كالمعتاد. كما أعرب رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولتز، عن رأيه بأن الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون على استعداد لفرض عقوبات جديدة على روسيا، لكن يجب ترك الباب مفتوحا للحوار معها. في السياق نفسه، دعت وزيرة الخارجية السويدية مارجوت فالستروم دول الاتحاد الأوروبي إلى النظر في إمكانية فرض عقوبات على روسيا بسبب الوضع في سورية. وقالت إن "تصرفات روسيا غير مقبولة تماما. ويجب وضع حد للضربات الجوية ضد المدنيين. وعلينا أن نقف ضد جرائم الحرب، ويجب التحقيق فيها. وبإمكان الاتحاد الأوروبي التفكير في عقوبات ضد روسيا بسبب الحرب في سورية". فائض البلوتونيوم أعلنت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالينتينا ماتفيينكو، أن استئناف الاتفاق حول التخلص من فائض البلوتونيوم ممكن في حال تنفيذه بصدق من قبل الولاياتالمتحدة، وإلغاء العقوبات ضد روسيا. وقالت ماتفيينكو، خلال جلسة المنتدى الاقتصادي المالي الروسي في سويسرا "نحن أعلنا أن استئناف العمل بالاتفاق ممكن إذا بدأت الولاياتالمتحدة تنفيذ هذا الاتفاق بحسن نية، ومن دون شروط بما في ذلك شرط رفع العقوبات والإجراءات التقيدية المتخذة بحق روسيا". سياسة واشنطن قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إنه إذا قامت الولاياتالمتحدة بتعديل خطها السياسي، والتوقف بشكل نهائي عن سياستها التي أدت إلى تغيرات سياسية عسكرية اقتصادية سلبية للتوازن في العالم، عندها ستكون روسيا مستعدة لاستئناف تنفيذ الاتفاق. أما نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف فقد أعلن أن القصد من الاتفاق كان ضمان الإتلاف المتساوي لكمية البلوتونيوم الزائدة عن الحد الضروري لتلبية الأغراض الدفاعية مع ترتيب عملية حرقها في المفاعلات النووية. قائمة العقوبات أوضح ريابكوف أن العقوبات الأميركية ضد روسيا شملت 281 شركة و81 ممثلا للسلطات، بما في ذلك مسؤولون رفيعو المستوى. وقال ريابكوف، في سياق جلسة مجلس الدوما للنظر في قرار وقف العمل باتفاق مع واشنطن للتخلص من البلوتونيوم، "إن موسكو ترفض بشكل قاطع المسار الحالي لواشنطن بحق روسيا، وإن سياساتها المعادية لروسيا غير مقبولة". تعليق الاتفاقية يذكر أن مجلس الدوما الروسي اعتمد مؤخرا قانونا بتعليق روسيا العمل باتفاقية التخلص من البلوتونيوم، الموقعة مع الولاياتالمتحدة في عام 2000، والذي ينص على بدء الطرفين اعتباراً من عام 2018 بنقل هذه المادة في وضع لا تصلح فيه لإنشاء الرؤوس الحربية النووية وطرق "حرقها" في المفاعلات النووية. كما ينص الاتفاق على توقف الولاياتالمتحدة عن السياسة العدائية ضد روسيا، وذلك بإلغاء قانون سيرجي ماجنيتسكي، وأحكام قانون الولاياتالمتحدة المتخذ عام 2014 والموجه ضد موسكو، حول دعم حرية أوكرانيا، وإلغاء جميع العقوبات التي فرضتها واشنطن ضد كيانات وأشخاص محددين في روسيا.