رغم مضي 100 عام على آخر ليلة قضاها «لورانس العرب» في المنزل الذي سكن فيه بمدينة ينبع، إلا أن المنزل الذي من المتوقع أن يزوره اليوم الأمير سلطان بن سلمان، ما زال يصارع للبقاء، إضافة إلى ما يدور حوله من إشاعات منها «الأرواح الشريرة» التي لا تسمح لأحد بالسكن فيه. رغم مضي 100 عام على آخر ليلة قضاها "توماس إدوارد لورانس"، المعروف تاريخيا ب"لورنس العرب" في المنزل الذي سكن فيه في البلدة القديمة بمحافظة ينبع خلال الفترة التي قضاها في ينبع بين عامي 1915 و1916، إلا أن المنزل الذي من المتوقع أن يزور موقعه غدا الرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان ما زال يصارع البقاء رغم ما فعلته عوامل التعرية الطبيعية والإهمال في ترميمه وسط مطالبات المؤرخين والمهتمين بإعادة تأهيله وفتحه للزوار، ورصدت "الوطن" عددا من الزوار الذين يحرصون على زيارة المنزل التاريخي ويلتقطون الصور معه، ولم يقتصر الأمر على الزيارات الأجنبية بل يقصده الكثير من المواطنين والمقيمين في جميع مناطق المملكة للوقوف على هذا المعلم التاريخي المذكور في كتب الرحلات. حكايات حول المكان يقع المنزل المعروف عند أهالي ينبع بمنزل "الضيف البريطاني"، قبالة صف من المنازل الأثرية، المطبوعة بنمط المعمار الحجازي في حي السور في المنطقة التاريخية بينبع، ويعتقد الكثير من الأهالي ورغم مضي كل هذه السنوات أن لورانس كان مجرد ضيف مساعد للعرب، لكن لم تساعده حكومته في ذلك الزمن على الوفاء بعهوده خلال مهمته التاريخية مع جيش الثورة العربية والتي انطلقت فعليا من ينبع، ويشاع عند أهالي ينبع وخاصة كبار السن منهم أن منزل لورنس لم يسكن منذ رحيل "الضيف البريطاني" حتى اليوم، حيث لم يتجرأ أحد على السكن فيه ولو ليلة واحدة لعدة أسباب، من أهمها ما يشاع عن "الأرواح الشريرة" في المكان. وسكن لورانس العرب وهو ضابط ارتباط بين القوات البريطانية والقوات العربية إبان الثورة العربية الكبرى في المنزل الذي ما زال شاهداً على حقبة زمنية مهمة عاشتها المنطقة العربية عندما كان الأخير مكلفاً من الحكومة البريطانية بتقديم الدعم والمساعدة ل"جيش الثورة العربية" ضد الدولة العثمانية، حسب ما ذكره لورانس في كتابة الشهير "أعمدة الحكمة السبعة"، عن مهمته التاريخية مع جيش الثورة العربية. إهمال واضح يتكون منزل "لورانس" من دورين، ويتضمن غرفة نوم ومجلسا في الدور الأرضي، فيما بلغت مساحته 70 متراً مربعاً، ويطل على ثلاث جهات، الجنوبية والشمالية والغربية التي تطل على البحر، وخلال العقود الأخيرة تعرض المنزل إلى إهمال كبير، إذ خلعت بوابته الخارجية وتداعت أركان الداخلية، وسقطت أجزاء من سقفه. ويستمد المنزل قيمته التاريخية والسياحية من خلال حرص الكثير من السياح الأجانب على الوقوف على منزل ضابط الاستخبارات البريطاني الشهير، والمنزل لا يكاد يخلو ذكره وصوره من مذكرات الرحالة الغربيين الذين مروا بمحافظة ينبع، لا سيما وهي من أشهر الموانئ القديمة في الشرق الوسط، وإحدى محطات الحجاج والسياح البحرية.
حماية المكان الباحث بتاريخ المدينةالمنورة عدنان بن عيسى العمري طالب بضرورة ترميم وحماية المنزل التاريخي الذي يعود تاريخه لأكثر من قرن من الزمان ويبقى شاهداً على حقبة تاريخية مهمة، فضلاً عن كونه وجهة سياحية ومعلم تاريخي يفضل استثماره سياحياً وفتحه للزوار، لاسيما والمدينة تحتفي بعد أيام بالمدينة عاصمة السياحة الدينية. وهو ما رد عليه مدير فرع هيئة السياحة والتراث الوطني بمحافظة ينبع سامر العنيني بالقول "إن منزل لورانس العرب من ضمن المعالم الأثرية التي تهتم بها السياحة". وكانت هيئة السياحة والآثار بينبع حصرت المواقع التاريخية والمعالم الأثرية لتفعيل أنشطة فيها ضمن احتفال المدينةالمنورة بفعالياته كعاصمة للسياحة الإسلامية.
لورانس العرب اسمه: توماس إدوارد لورانس ولد في 16 أغسطس 1888 توفي نتيجة سقوطه من فوق دراجته النارية في 19 مايو 1935 صُور عن حياته فيلم شهير حمل اسم لورانس العرب عام 1962
من أبرز المؤلفات لورانس بطل الجزيرة، بربدج وتشرشل، القاهرة 1945 المخفي من حياة لورانس العرب، نايتلي وسمبسون، بيروت 1971 مغامرات مع لورانس في جزيرة العرب، لويل توماس، أبو ظبي 2013 لورانس في بلاد العرب، لويل توماس، ترجمة كامل صموئيل مسيحة، بيروت 1933 عمان 2009
لورانس المغامر الإنكليزي الشهير، ترجمة د. عبدالمنعم مصطفى الشعار بغداد 1950 الحياة السرية للورانس العرب، نايتلي وسمبسون، الموصل 2013 لورانس العرب سيرة موجزة، بربدج وتشرتشل، القاهرة 2016 لورانس لغز الجزيرة، توماس وناتنغ، بيروت، 1969، 1982، 1987، 1993، 1999 القاهرة 2010