كنت أجهل أن منزلا في مسقط رأسي (محافظة ينبع) سكن فيه / توماس إدوارد لورنس/ الشهير ب (لورنس العرب) إلى أن قرأت عن جدل هادئ يدور بين شخصين من أبناء المحافظة (صالح عبداللطيف السيد وعواد الصبحي) وهو جدل يمكن أن يفضي إلى التثبت من موقع المنزل الذي أقام فيه الرجل (1916 - 1919م) وقد «سقطت رواشينه الآن عن شرفاته، وطالته الأيدي العابثة، وعوامل التعرية، وتداعت أركانه الداخلية، وانتزعت بواباته الخارجية التي تزينها مكعبات الأرابيسك العتيقة» (صحيفة الوطن، 14 رجب 1430ه، ص 32). من هو «لورنس العرب»؟ لو طرحت السؤال على الجيل الجديد من أبناء ينبع على وجه التحديد، فقد لا تجد من يقول لك: إنه كان ضابط ارتباط بين القوات البريطانية والعربية، مطلع القرن الماضي، وقبيل اندلاع الثورة العربية الكبرى، ولما عرف أن هذا المنزل كان، قبالة صف من المنازل الأثرية، المطبوعة بنمط المعمار الحجازي في حي السور في المنطقة التاريخية من ينبع» ولكن أين المنزل الآن؟ ومن يدلك عليه وبخاصة بعد أن مضى الجيل الأول والثاني من أبناء محافظة ينبع؟ وما النتائج المترتبة على العثور عليه؟ ألا يصلح لأن يكون أحد الآثار التاريخية التي يعج بها المجتمع السعودي؟ أم أن يد التطوير التي طالت معظم معالم ينبع، أبقت المنزل خارج دائرة الاهتمام به؟ والبحث عنه؟ فتتلقفه أيدي النسيان، ويحكم عليه بالإعدام، وأي أمة بلا آثار تاريخية أمة بلا تاريخ، وأمة ضائعة مجهولة، لا يدري حاضرها ما كان عليه ماضيها، ولا يعلم مستقبلها ما كان عليه حاضرها، ومن هنا حرصت الهيئة العامة للسياحة والآثار على البحث عن الكنوز التاريخية في المجتمع السعودي، والكشف عنها، وإطلاع الرأي العام عليها، وجذب السياح إليها لقراءة الماضي، وربطه بالحاضر، وصولا إلى المستقبل. من المؤكد أن المنزل الذي سكن فيه «لورنس العرب» في محافظة ينبع في زمن مضى، لن يكون الأول الذي طالته أيدي العبث، ولن يكون الأخير، ولكن جهود هيئة السياحة والآثار، المعول عليها في مجال حفظ الآثار، ستكون حاسمة في البحث عنها، وإعادة البريق إليها، والاحتفاظ بها شاهدا على تاريخ أمة، ومجتمع، وأفراد لهم ماض تاريخي عريق، وحاضر أعرق، ومستقبل أفضل. [email protected] فاكس : 014543856 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة