مع تسارع التغيرات في متطلبات سوق العمل التي أصبحت تعطي أهمية للوظائف التي تتطلب مهارات اجتماعية وتحليلية، إضافة للحصول على الشهادات الجامعية، تظهر دراسة جديدة أجراها مركز بيو للأبحاث وشركة ماركل فاوندايشن الخيرية، أن هذه التغيرات تصب في مصلحة النساء اللاتي يشغلن غالبية الوظائف التي تتطلب المهارات الاجتماعية والتحليلية. مما يمكن معه القول بتفوق النساء في سوق العمل المستقبلي. الدراسة التي اعتمدت على تحليل البيانات الحكومية للوظائف وأجرت استطلاعاً لأكثر من 5.000 أميركي بالغ، تناولها تقرير لشبكة سي بي إس الأميركية وربط بين نتائجها وبين الانقسام الموجود حالياً في الانتخابات الرئاسية، حيث يرى معدو التقرير أنه من المرجح للرجال البيض غير المُتعلمين أن يدعموا المُرّشح الجمهوري دونالد ترامب، الذي وعد بأن يقوموا باسترجاع الوظائف الصناعية التي استحوذت عليها الصين والمكسيك وهو ما يتوافق مع نتائج الدراسة. فجوة الأجور والمهارات كشف تحليل بيو أن القطاعين اللذين يتميز فيهما الذكور – التصنيع والخدمات - قد زادت رواتبهما بمُعدل أقل من نصف مُعدل نمو الوظائف التي تتطلب مهارات اجتماعية وتحليلية. ويظهر أن الانخفاض في رواتب الرجال والزيادة في رواتب النساء ساعدا على تقليص فجوة الأجور بين الجنسين، التي لا زالت مُستمرة بالرغم من التقدّم الذي أحرزته النساء. وفي الوقت نفسه فإن النساء يرين أن المهارات التي تطلبها جِهات العمل بشكل كبير تُعتبر مهارات مُهمّة جداً. الشهادات الجامعية تقرير السي بي إس تناول من جانب آخر تحليلا حديثا قامت به شركة الأبحاث الاقتصادية سينيتر ريسيرتش، وأظهر أن الاقتصاد تجاهل الرجال من الطبقة العاملة. وأن الرجال الحاصلين على شهادات جامعية قد استفادوا من زيادة الرواتب، بينما أقرانهم من خريجي الثانوية عانوا من خسائر في دخلهم من 1996 وحتى 2014. وكشف التقرير أن الخدمات التعليمية والرعاية والمساعدة الصحية الاجتماعية والخدمات المهنية والتجارية شهدت نمواً وظيفياً أقوى من غيرها. حيث إن هذه القطاعات بأجمعها أضافت حوالي 20 مليون موظف مُنذ عام 1990. فجوة التعليم أكدت القناة في تقريرها أن دارسة بيو توافقت مع تحليل سينتير وأظهرت أن الأميركان لا يغفلون هذه التوجهات. فالكثيرون متحمسون لزيادة مهاراتهم وقُدراتهم لمواكبة سوق العمل المُتغيّر، ولكن توجد فجوة في التعليم. فمثلاً الموظفون الحاصلون على شهادات جامعية يعتقدون أنهم بحاجة إلى التدريب حتى تتطور مهاراتهم بما يتناسب مع المتطلبات الحالية، بينما بشكل أكبر مقارنة بخريجي الثانوية. وعلى الرغم من أن خريجي الجامعات يكسبون أكثر ومعدلات البطالة بينهم أقل مقارنة بمن هم أقل تعليماً منهم، إلا أن استطلاع بيو أظهر كذلك أنهم أكثر سعادة وشعورا بالرضا عن تعليمهم الذي ساعدهم على التطور الشخصي والثقافي وكذلك ساعدهم على الحصول على فرص وظيفية أكثر. قرب مكان العمل أوضح الاستطلاع أن أكثر من 6 من بين 10 موظفين أميركيين قالوا إن من الصعب إيجاد وظائف جيدة في الأماكن التي يعيشون فيها. ومع ذلك فهذا الأمر يُعدّ تحسنا كبيرا عن أيام الركود الاقتصادي حيث كان أكثر من 8 من 10 أميركيين قالوا إن الوظائف الجيدة قليلة في مجتمعاتهم. تأثير الهجرة الأميركان ليسوا مقتنعين بتأثير الهجرة على وظائفهم. حيث قال حوالي 42% إن وجود المزيد من المغتربين المهاجرين أمر يُساعد الموظفين، بينما قال 45% إن وجودهم يُؤثر سلباً. وهذا يُمّثل تغيّراً كبيراً عن عشر السنوات الماضية، عندما اعتقد 28% فقط أن المُهاجرين ساعدوا الموظفين، وقال 55% أن لهم تأثيرا سلبيا. التقنيات الحديثة الاعتماد على الأجهزة الآلية أو "الثورة الصناعية الرابعة" والتي يتوقع منها أن تتسبّب في خسارة 5.1 ملايين وظيفة في خمس السنوات المُقبلة. يبدو أن بعض الأميركان ذوي التعليم الجامعي وقلة من ذوي التعليم الثانوي هم الأكثر قلقاً من أن الروبوتات ستسرق وظائفهم وفقا لما جاء في نتائج الدراسة. في حين يبدو أن غالبية الأميركان ذوي التعليم الجامعي هم الأكثر شعوراً بالأمان الوظيفي وأن التكنولوجيا لن تحلّ مكانهم.