في مسعى لإزالة الخلافات مع البرلمان الليبي والحكومة الشرعية المنبثقة عنه، بحثت الخارجية السودانية والسفارة الليبية في الخرطوم ترتيبات زيارة رئيس الوزراء عبدالله الثنّي للسودان، يأتي ذلك بينما أكدت الخرطوم التزامها بالإسهام في وضع حد للأزمة في ليبيا، مشيرة إلى أنها ستستضيف خلال الفترة المقبلة اجتماع دول الجوار الليبي. وقال مدير الإدارة العربية بالخارجية السودانية السفير مجدي طه عقب لقائه السفير الليبي في الخرطوم محمد عامر صولة، إن زيارة الثنّي ستكون خلال الأيام المقبلة، مشيراً إلى أنه بحث مع صولة ترتيبات الزيارة التي تأتي في إطار تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، ولمواصلة جهود السودان لتعزيز السلام والاستقرار في ليبيا، حسب تعبيره. وكانت الحكومة الليبية قد أشادت بدعوة الرئيس عمر البشير للثني لزيارة الخرطوم، واعتبرت الدعوة "خطوة في الاتجاه الصحيح"، بعد ما شاب علاقات البلدين من توتر خلال الفترة الماضية بسبب اتهام طرابلس للخرطوم بدعم بعض الفصائل المتمردة بالسلاح، وتأكيدها أنها رصدت هبوط طائرة سودانية محملة بالأسلحة في مطار بنغازي الذي كانت تسيطر عليه ميليشيات متشددة. ونفت الخرطوم بشدة تلك الاتهامات، مؤكدة أن الطائرة حملت أسلحة ومؤناً للجنود السودانيين المشاركين في البعثة المشتركة بين البلدين لمراقبة الحدود. وكان وزير الإعلام السوداني والمتحدث باسم الحكومة أحمد بلال عثمان، قد أعلن الأسبوع الماضي أن الثني سيزور الخرطوم في الثامن والعشرين من الشهر الجاري. وكان النزاع الليبي محور نقاش مطول بين البشير ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي، حيث أعلن الأخير عن أن السودان وافق على تنسيق الجهود بشأن الأزمة الليبية، والعمل على ضمان وحدة واستقرار ليبيا، ودعم مؤسساتها الشرعية، وهو ما أكده البشير. وكان مبعوث الجامعة العربية إلى ليبيا ناصر القدوة، قد أكد في تصريحات سابقة أن الخرطوم ستستضيف اجتماع دول الجوار الليبي الذي سيعقد قريباً، كما نفى خروج السودان من المجموعة. واستبعد أن تكون الحكومة السودانية تقدم مساعدات لبعض الفصائل المتشددة، وقال خلال لقائه وزير الخارجية المصري سامح شكري: "ربما يكون الأمر نتيجة لسوء فهم، أو بنوايا حسنة".