تأخر إعلان الفائز بأشهر جائزة من جوائز نوبل هذا العام وهي جائزة الأدب، لتكون بعد أسبوع واحد من التاريخ المعتاد في اليوم الثالث عشر من أكتوبر، ما يمكن أن يمنح الجائزة زخما أكبر ويعيد لها شيئا من البريق الذي خفت في السنوات الأخيرة. ورغم أن قوائم المرشحين في كل سنة بقيت سرية ل50 عاما، إلا أن هذا لم يوقف التوقعات والمراهنات المنتشرة حاليا كما يحصل في كل عام. ودخلت المراهنات على خط الجائزة بقوة، إذ بإمكان الباحث في مواقع المراهنات أن يجد أسماء مثل الكاتب البريطاني سلمان رشدي، والألباني إسماعيل كادريه، والإسرائيلي ديفيد غروسمان، والفرنسي ميلان كونديرا، وكاتب المسرحيات النرويجي جون فوس، لكن يظل حجم السرية في الترشيح والاختيار يخفض من دور وتأثير شركات الرهانات في تحديد الفائز بالجائزة، التي تختلف عن جائزة البوكر لأفضل كتاب في السنة، باعتبارها تكريما لمجمل أعمال المبدع الفائز. المفاجآت وغموض التوقعات منذ عشر سنوات وشركة لادبروكس، تنظم رهانات على من سيفوز بالجائزة بعد أن أصبحت المراهنة على جوائز نوبل ضمن فئة المراهنة الحديثة. هناك شركات أخرى مثل شركة بادي باور، تنافست في المجال، لكن لادبروكس هي المعروفة أكثر بينهم. وتبدو مهمة واضع توقعات الرهان لجائزة نوبل مهمة مبهمة، على خلاف رهانات مباريات كرة القدم وسباقات الخيول التي تعتمد على تحليل كمية كبيرة من البيانات، تشمل أداء المتنافسين في الماضي، تقارير الإصابات، والأجواء المتوقعة. جائزة نوبل في الأدب تخمينية، فكثير من الأسماء ترشح في كل سنة، ما دفع النقاد إلى الاعتقاد بوجود غموض حول توقعات الجائزة ومفاجآتها، على غرار ما حدث العام الماضي، حين حازت الكاتبة الصحفية البيلاروسية "سفيتلانا أليكسييفيتش" الجائزة. ويبقى الأمر الملفت للانتباه، هو أن قوائم المرشحين في كل سنة بقيت سرية ل50 عاما. ولكن هذا لن يوقف التوقعات والمراهنات المنتشرة حاليا كما يحصل في كل عام. معايير تعتمدها المراهنات في عام 2011 قُبيل الإعلان عن الجائزة ببضعة أيام، سأل صحفي من بلومبيرج رجلا يدعى ماجنوس بيوك "المسؤول عن جمع الرهانات الرياضية الحديثة" في لادبروكس، وكان السؤال عن كيف يختار التوقعات للجائزة بالرغم من انعدام وجود المعلومات اللازمة. فأجاب "بيوك"، أنه أتى بقائمة الفائزين المتوقعة عن طريق بعض الاتصالات الأدبية، وتصفح المنتديات على الإنترنت مع الاطلاع على تويتر. (تلك السنة كان "نجوجي واثينجو" ضمن القائمة، ولكن لم تكن فرصه عالية. ولم تكن تلك السنة من صالح أفريقيا. وقال بيوك إنه كان محقا حيث فاز الشاعر السويدي توماس ترانسترومر). وإن كان اسم الياباني "هاروكيموراكامي" المرّشح المتوقع للفوز منذ عدة أعوام، يبدو أن المتراهنين سئموا من خسارة أموالهم لأنه دائما ما يتجاهل هذا الكاتب. وإن كانت هناك قائمة متنوعة هذه المرة، إلا أن المتراهنين لا يعرفون بالتأكيد هوية المرشحين ما يُصعّب الأمر أكثر. ليتأكد أن الرهان ليس هو الفيصل دائما. فعندما وضع ألفريد نوبل أسس الجائزة في عام 1895، حدد أن تكون الأكاديمية السويدية هي التي تختار جائزة الأدب. وهي إحدى الأكاديميات الملكية التي أسسها الملك "غوستاف الثالث" في حقبة ال1770. التي تحوي على 18 شخصية أدبية بارزة، أما اليوم فيوجد فيها الكتاب واللغويون والعلماء وشخصيات معروفة أخرى. زيادة المبيعات نسبيا لا تربح شركة "لادبروكس" الكثير من الأموال من هذه الرهانات على جوائز نوبل. لكن وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن الشركة تقبل حوالة خمسين ألف جنيه إسترليني في الرهانات على جوائز نوبل في الأدب، مقارنة ب2 إلى 3 ملايين جنيه إسترليني في رهانات مباريات كرة القدم المهمة، و5 ملايين جنيه إسترليني من استفتاء الاستقلال الاسكتلندي. ومع ذلك فإن المراهنات التي تحصل عليها "لادبروكس" والشركات الأخرى لاقت اهتماما كبيرا على وسائل الإعلام الصحفية. وقال نائب المدير التنفيذي لدار النشر "Knopf"، التي تنشر أعمال "موراكامي" في الولاياتالمتحدة الأميركية "بول بوغارد"، عندما يفوز شخص ما بجائزة نوبل "هذا الفوز يغير كل شيء"، وعندما يكون الشخص "ضمن قائمة التوقعات" للفائزين المحتملين، فعلى دار النشر أن تهيئ نفسها عن طريق التحقق من عدد النسخ المتوفرة، أو أن تطبع نسخا جديدة لهذا الكاتب "حتى تسرع من نشر هذه الكتب في السوق". ولكن تحقيق المراتب الأولى في الرهانات لا يعني زيادة في المبيعات.