لم تجد ميليشيات التمرد الحوثي طريقة للرد على الضربات العنيفة التي تلقتها على أيدي عناصر المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني خلال الأيام الماضية في محافظة تعز، سوى شن حملة قصف عشوائي انتقامي من المدنيين، حيث استهدفت أحياء سكنية في الضباب والجمهوري وكلابة، أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، غالبيتهم من النساء والأطفال، مما دعا قوات التحالف العربي لاستعادة الشرعية إلى التدخل، حيث شنت غارتين على المناطق التي انطلقت منها القذائف، ودمرت مدفع بي 120 ودبابتين، كانتا تطلقان النيران على الأحياء السكنية. وقال المتحدث باسم المجلس العسكري في تعز، العقيد الركن منصور الحساني، في تصريحات إعلامية "قامت الميليشيات عقب تلقيها هزائم كبيرة خلال الأيام الماضية بقصف المناطق الأمامية في الضباب ومحيط اللواء 35 مدرع بشكل عشوائي بصواريخ الكاتيوشا والمدفعية الثقيلة ومختلف أنواع الأسلحة، ما يظهر مدى انهزامها والانهيار الذي وصلت إليه. حيث استهدفت عددا من الأحياء السكنية، وهو ما دفع قوات المقاومة إلى مبادلتها القصف المدفعي، وتمكنت بعد تدخل مقاتلات التحالف العربي من إسكات مدافعها". صد هجوم معاكس حاولت الميليشيات الانقلابية التسلل باتجاه المناطق التي أجبرت على التراجع منها، حيث شنت هجوما معاكسا على مواقع الجيش والمقاومة في مناطق شمال الدفاع الجوي وغرب جبل الوعش، إلا أن قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تمكنت من صده وإحباطه، وأرغمت الانقلابيين على التراجع. وقال المركز الإعلامي للمقاومة إن المواجهات العنيفة بين الجانبين تواصلت أمس لليوم الثالث على التوالي، في ثلاثة محاور رئيسة شمال وغرب المدينة، مشيرا إلى أن مقاتلات التحالف العربي قصفت مواقع الميليشيات في شارع الخمسين، تقاطع الثلاثين شمال الدفاع الجوي وغرب جبل الوعش، وشرق قرية الروض بحذران، ما أسفر عن تدمير دبابة ومخزن أسلحة، كما أسفرت الغارات عن مقتل 14 شخصا من عناصر الميليشيات، بينهم القيادي الميداني المكنى ب"أبونصر الخولاني"، وعدد من مرافقيه، فيما أصيب العشرات من عناصر التمرد. خسائر فادحة على صعيد الجبهة الشمالية للمدينة، تواصلت المواجهات العنيفة في محيط جبل الوعش الإستراتيجي وأحياء الزنوج وعصيفرة وجبل جرة. وكانت قوات الموالية للشرعية قد حررت مناطق التبة السوداء وتبة الخلوة ومدرات، وتبة الكمبتين، حيث سقط خلال المواجهات أكثر من 16 قتيلا وعدد من الجرحى، وسط الحوثيين، ودمرت مدرعة ومخزن أسلحة، فيما استشهد عنصران و13 جريحا في صفوف الجيش والمقاومة. وأضاف المركز أن العمليات أسفرت كذلك عن تدمير مدفع هاوزر، وثلاثة رشاشات متوسطة في غرب منطقة البحابح شرق قرية الروض في الربيعي، مؤكدا أن عددا من المركبات العسكرية شوهدت وهي تغادر المكان، محملة بجثث القتلى والمصابين من الميليشيات.