سرّعت عناصر المقاومة الشعبية وقوات الجيش الموالي للشرعية عملياتها ضد متطرفي تنظيم القاعدة في محافظتي أبين ولحج، في إطار جهودها للقضاء على التنظيم الإرهابي واستئصاله من كافة الأراضي اليمنية، ومواصلة الجهود التي بدأتها السلطات، وأسفرت عن طرد الإرهابيين من محافظتي أبين وحضرموت. وقالت مصادر أمنية إن متشددين اثنين قتلا ووقع ثلاثة آخرون في الأسر، خلال اشتباكات مسلحة مع قوات الحزام الأمني ببلدة يافع في لحج، بعد أن داهمت الأخيرة وكراً للمتطرفين. وأضافت أن عناصر التنظيم حاولت المقاومة، رغم مطالبتها بالاستسلام وتحذيرها من أن الموقع محاصر بالكامل، إلا أنهم بدأتفي إطلاق الرصاص بغزارة، مما دفع القوات الموالية للشرعية إلى مبادلتها إطلاق النار وقتل اثنين منها وأسر الباقين. وكانت العمليات المكثفة التي شنتها قوات الجيش الوطني، بتعاون تام من المواطنين الذين صاروا يسارعون إلى التبليغ عن وجود أي عناصر مشبوهة، قد أرغمت زعيم المتشددين في البلدة، طاهر طماح، إلى تسليم نفسه، أول من أمس، لقوات التحالف في عدن. اللجوء للجبال اضطرت عناصر من تنظيم القاعدة في محافظة أبين، إلى الانسحاب من مناطق متفرقة من بلدات المنطقة الوسطى بالمحافظة، إلى جبال بلدة جيشان، المحاذية لمحافظة البيضاء، من جهة الشرق، بعد توسع عمليات قوات الحزام الأمني ضد التنظيم. وقال شهود محليون إن ست سيارات دفع رباعي، تقل العشرات من المتشددين اتجهت نحو البلدة، وغادروا بلدات العين، ومودية، في مديرية لودر، التي دخلتها قوات الجيش الوطني قبل عدة أسابيع. إلا أن مقاتلي قبائل جيشان رفضوا وجود الإرهابيين في منطقتهم، وطالبوهم بالانسحاب الفوري منها، وهددوا بتصعيد الأوضاع، مما ينذر بوقوع مواجهة بين الجانبين خلال الأسابيع المقبلة. وأشار المركز الإعلامي للمقاومة إلى أن قيادة الجيش الوطني أكدت وقوفها إلى جانب مشايخ القبائل، ووعدتهم بتقديم الدعم لهم، في حال حدوث اشتباكات مع المتطرفين. رفض قبلي أشاد المدير العام لمديرية جيشان، أحمد مسعود، بموقف قبائل جيشان، مؤكدا أن هذا الموقف ليس جديدا عليها، فقد ناهضت وجود عناصر التنظيم منذ 2011، وأقرت وثيقة تنص على عدم السماح للإرهابيين بالبقاء في مناطقهم، وأهدرت دم أي من أبناء المديرية الذين قد يقدمون الدعم للعناصر المتشددة. مشيرا إلى أن قيادة التنظيم تركز على جبال منطقة جيشان بسبب مواءمة الظروف لبقائهم، حيث تتوافر فيها مياه الشرب والكهوف الحصينة. ودعا مسعود السلطات الشرعية إلى تقديم الدعم للقبائل حتى تكمل طرد المتشددين، وشكا من نقص كميات الأسلحة التي تمتلكها القبائل، مقارنة بالقدرات الكبيرة للإرهابيين. وحذر في الوقت نفسه من استقرار الأخيرين في المنطقة، مؤكدا أن مواجهتهم مستقبلا ستكون أكثر تكلفة.