بينما يتهاون البعض في تأثير الضغوط التي تمارسها الحياة، على الحالة الصحية، يؤكد استشاريون في الصحة النفسية، أن الأمراض المزمنة والخطيرة، هي نتاج الضغوط الحياتية التي لم نهتم بتخفيف آثارها على صحتنا الجسدية والنفسية، كما يؤكدون حقيقة تداخل الصحة النفسية والبدنية، بل وتتابع ألم أي منهما، لألم الآخر، فالألم النفسي يتبعه أمراض في الجسد، والعكس صحيح، والحقائق العلمية تؤكد أن الضغوط الحياتية بيئة خصبة للإصابة بالأمراض العضوية المزمنة مثل السكري والضغط، كما أن الأمراض النفسية تؤثر على الجانب العضوي والأمراض العضوية المزمنة بدورها تؤثر على الحالة النفسية للإنسان. وقدم الاستشاريون وصفة الحياة الصحية، وحددوا خطوات ستة للعيش السليم، تراعي الجسم والمشاعر والحالة النفسية. استشاري الصحة النفسية رئيس وحدة البحوث والدراسات والشؤون العلمية بمستشفى الأمل بجدة الدكتور محمد أيمن عرقسوسي يقول" إن الأمراض النفسية تؤثر في الجانب العضوي للإنسان، والأمراض العضوية تتأثر بجوانب نفسية له كذلك، وهذا التداخل بين الصحة البدنية والنفسية يتضح خصوصا مع الأمراض المزمنة". ويطالب الدكتور عرقسوسي بالتصدي لمشاكل الصحة النفسية لمن يعانون من أمراض بدنية، ويتابع" للتصدي لمشاكل الصحة النفسية التي تصيب من يعانون من أمراض بدنية مزمنة، يجب توفير خدمات الرعاية البدنية لمن يستفيدون من خدمات الصحة النفسية، وذلك في إطار رعاية متكاملة ومستمرة، حيث الأمراض المزمنة إما أمراض جسدية بأسباب نفسية (نفس جسمية)، وهي مجموعة الأمراض التي تصيب بعض أجهزة الجسم أو وظائفه نتيجة لاختلال شديد أو مزمن في كيمياء الجسم نتيجة لضغوط سيكولوجية نفسية، أو أمراض جسدية ذات آثار نفسية تزيد من معاناة المصاب وتدهور صحته، إن لم يكن لها تدخل ملائم، أو أمراض نفسية وسلوكية تؤثر في حياة الإنسان وصحته".