فيما يحتدم السباق بين المرشحين الرئاسيين الديمقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب، قبل أيام معدودة لخوض الانتخابات الأميركية في نوفمبر المقبل، يترقب الأميركيون اليوم أول مناظرة تلفزيونية تجمع الخصمين وجها لوجه على طاولة واحدة، وذلك لإقناع الناخب الأميركي بأهلية كل منهما للفوز بمقعد رئاسة الولاياتالمتحدة، فضلا عن قراءة فكر كل منهما في القضايا التي تواجه أميركا ومن بينها قضية مكافحة الإرهاب . وعلى الرغم من كون المناظرة الرئاسية هي منبر خطابي، لا يختلف عن المنابر الصحفية التي كان يلقي كلا المرشحين وجهات نظر حزبهما خلالها، إلا أن هذه المناظرة قد تختلف عن نظيراتها من حيث الأسئلة والأجوبة المحددة، والتي سيكون لها بالتأكيد أثر بارز على تغيير رأي الناخب الأميركي بين لحظة وأخرى، خصوصا أن المناظرة يتوقع أن يشاهدها قرابة 90 مليون أميركي في مختلف ولايات البلاد على الهواء مباشرة. الانتخابات ال 58 تحمل الإنتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة رقم 58، وستحدد الرئيس ال"45" للولايات المتحدة، وسيتم إجراؤها في يوم الثلاثاء 8 نوفمبر 2016. وسيقوم الناخبون فيها بتحديد الرئيس ونائبه من سنة 2017 إلى 2021، وبحسب التعديل للمادة 22 من الدستور الأميركي سيمنع الرئيس باراك أوباما من الترشيح لولاية ثالثة. حرب داعش في حين تطرقت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى سياسة تعامل كلا المرشحين مع التنظيمات المتطرفة في العالم وأبرزها داعش، حيث تساءلت هل دونالد ترامب مستعد لإرسال قوات على الأرض لهزيمة التنظيم، أو هل سينهي هذا التنظيم بالعمليات العسكرية الجوية، أم سيختار طريقة أخرى جديدة، في الوقت الذي جدت فيه عمليات انتحارية إرهابية مؤخرا في نيويورك مينيسوتا. وفي المقابل، تقول الصحيفة إن منافسة ترامب هيلاري كلينتون ووزيرة خارجية الرئيس أوباما السابقة، قد اقترحت آليات لتوسيع الحرب القائمة ضد داعش، حيث ترى أن تفعيل دور المخابرات في الدول المحاربة للتنظيم، بإمكانه مضاعفة هزيمتهم وتقليل عملية استقطابهم للمجندين، لافتة إلى أنها كانت تؤيد إقامة منطقة عازلة في الشمال السوري لإيواء النازحين وإدخال المساعدات إليهم، لكن الفكرة الآن أصبحت معقدة أكثر من أي وقت مضى، خصوصا أن سماء سورية أصبحت مزدحمة بطائرات أميركا وروسيا الحربية، التي تجوب المنطقة لتقصف مواقع داعش. الأكثر كفاءة يرى مراقبون أن هنالك تباينا من حيث القدرة الخطابية والإقناع لكلا المرشحين في تاريخ المناظرات التلفزيونية، إذ يقيمون كلينتون بأنها تمتلك من الخبرة في المناظرات الرئاسية ما يكفيها للجم خصمها ترامب، بالإضافة لقدرتها على إظهار عدم قدرته على ضبط نفسه، بينما ترامب قد اطلع على بعض المناظرات السابقة لكلينتون، وأكد على جاهزيته للمناظرة، مبديا حرصه على عدم الارتباك والظهور بشكل غير مناسب.
90 دقيقة تبلغ المناظرة بين المرشحين 90 دقيقة، من دون فقرات إعلانية، ويستغرق نقاش كل موضوع 15 دقيقة، حيث يبدأ بسؤال من مدير المناظرة، ولكل من هيلاري وترامب دقيقتان للرد على السؤال، ثم التعقيب على ردهما، ويمكن للمديرين أن يزيدوا من فترة كل موضوع لإعطاء المساواة بين كلا المرشحين. 4 مناظرات ينتظر كلا المرشحين للرئاسة 4 مناظرات محورية بينهما، 3 منها بين كلينتون وترامب، وواحدة بين نائبيهما تيم كاين ومايك بنس، في حين يتم إعلام المرشحين والحضور بالأفكار العامة التي ستدور حولها المناظرة، لأخذ فكرة عامة عن طبيعة النقاشات التي ستجري بينهما. وستكون أولى المناظرات بين المرشحين اليوم في نيويورك، بينما الثانية في ولاية ميزوري يوم 9 أكتوبر، والثالثة في نيفادا يوم 19 أكتوبر، والوحيدة بين نائبيهما في فيرجينيا 4 أكتوبر. برنامج المناظرة الرئاسية يقوم البرنامج بإتاحة المناقشات بشكل محايد، بين المرشحين للانتخابات الرئاسية الأميركية يتيح للجمهور مساءلة المرشح حول برنامجه الانتخابي. يعتبر البرنامج جزءا مهما من الانتخابات الأميركية على مستوى الأحزاب أو الولايات تتم أمام جمهور مباشر ويبث على قنوات التلفاز والراديو والإنترنت يتم تغطيته على ثلاث قنوات: "إن بي سي"، و "إن بي سي نيوز"، و "سي إن بي سي" المناظرات التمهيدية: وهي التي تجري بين مرشحي الحزب الواحد، وتكون مدتها ساعتان على شبكة "إن بي سي" المناظرات الختامية: وهي التي تجري بين مرشحي الأحزاب بعد فوز مرشح من كل حزب، وغالباً ما تكون المناظرة بين حزبي أميركا "الجمهوري والديمقراطي"، وعددها 3 مناظرات الحملة الانتخابية بدأت حملة الانتخابات الرئاسية التمهيدية في الفترة من فبراير إلى يونيو 2016، حيث تم ترشيح ممثل لكل حزب في الرئاسة الأميركية: هيلاري كلينتون عن الحزب الديمقراطي، ودونالد ترامب عن الحزب الجمهوري، ليتم انتخابهما في الانتخابات النهائية في 8 نوفمبر. تواريخ يرجع تاريخ المناظرات في الانتخابات الرئاسية الأميركية، إلى طريقة تم ابتكارها عام 1960، بين المرشح الديمقراطي جون كيندي، ونائب الرئيس حينها ريتشارد نيكسون. فقد كان حينها للمذياع والتلفاز المبتدئ دورا رئيسيا في الترويج لكلا المرشحين، حيث تعتمد المناظرة في أساسها على بلاغة الخطاب، واستمالة المشاهد لبعض المواضيع، بالإضافة إلى الثقة بالنفس، وقوة دحض شبهات الخصم سريعا. وتتمركز المناظرة حول عدد من القضايا التي تهم المواطن الأميركي، مثل الاقتصاد، والسياسة الداخلية الخارجية، وحروب الإرهاب، وتوفير فرص العمل، والرعاية الصحية وغيرها من المواضيع المهمة.