يمثل اليوم الوطني للمملكة في وجداننا ذكرى قصة تأسيس هذا الكيان العظيم، على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- تحت راية التوحيد. نقف في ذكرى اليوم الوطني ال86 بكل فخر واعتزاز، على قصة أكبر وأول ملحمة وحدة عربية على ثرى هذا الوطن المعطاء، ومولد دولة المملكة العربية السعودية في 23 سبتمبر 1932. هذه الذكرى الغالية تتزامن معها بفضل الله منجزات حضارية عملاقة، وفي مختلف المجالات الأمنية والتعليمية والصحية والاقتصادية والاجتماعية، والتي تحققت في وقت قياسي بفضل الله عز وجل، ثم بفضل الدعم اللامحدود من الحكومة الرشيدة بقيادة ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وسمو ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان "حفظهم الله ورعاهم". تلك القفزات التنموية العملاقة التي بنيت على أساس متين ومنهج قويم، وضعه الملك الموحد -طيب الله ثراه- وفق نظام إسلامي اتسم بالثبات والاستقرار، مع التركيز على المسؤوليات وتحديد الصلاحيات، فأنشئت المؤسسات، وتحققت إنجازات كبيرة في مجال إقرار الأمن والمحافظة على النظام، وتوفير الراحة والاطمئنان للمواطنين والمقيمين والحجاج والمعتمرين والزائرين، حتى صارت مملكة الإنسانية مضربا للمثل على المستوى العالمي من ناحية استتباب الأمن وتحقيق الاستقرار. اليوم الوطني مناسبة مهامة وغالية على كل مواطن محب لوطنه، ويجب علينا جميعا أن نفخر ونعتز بما تشهده المملكة من تطور وتنمية شاملة في كل المجالات، وتحولها في زمن قياسي إلى مصاف الدول المتقدمة، ولعل رؤية المملكة 2030 لهي خير مثال على عبقرية التخطيط الإستراتيجي للرقي بهذا الوطن الغالي من قيادته الحكيمة. إن مناسبة اليوم الوطني تعد فرصة لغرس معاني الوفاء في نفوس الناشئة لأولئك الأبطال الذين صنعوا هذا المجد، فلك أيها الوطن منا الحب والوفاء، والولاء، ولك منا أيها الوطن الدعاء بأن يحفظ ولاة أمرنا لخدمة الحرمين الشريفين ورعاية المقدسات، والدفاع عن ثراك الطيب ضد الأعداء، وأن ينصر جنودنا المرابطين على الثغور في الحد الجنوبي.