وسط قضايا معقدة يمر بها العالم في الوقت الحالي لاسيما في منطقة الشرق الأوسط، ومن بينها أزمات اللاجئين والغذاء والتغير المناخي، تنطلق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد غد، بحضور 86 رئيس دولة، إضافة رؤساء حكومات وكبار مسؤولين من الدول الأعضاء بالمنظمة الدولية البالغ عددهم 193 عضوا. وتتميز الدورة 71 للجمعية العامة هذا العام، بأعداد كبيرة من اللقاءات والتشاورات الثنائية بين القادة والزعماء، إذ من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة 1100 اجتماع ثنائي بين القادة، من بينها 124 اجتماعا ثنائيا لبان كي مون، و62 اجتماعا مشتركا له، وذلك بحسب أرقام صادرة عن إدارة شؤون الجمعية العامة وخدمة المؤتمرات. كما أن هذه الدورة تتميز بمشاركة عالية من قادة دول العالم، ففي حين أكد 86 رئيس دولة حضورهم رسميا، سيحضر بجانبهم 6 نواب قادة دول، و49 رئيس حكومة، و51 وزيرا. أبرز القضايا ستبرز على طاولة مؤتمرات القمة والاجتماعات رفيعة المستوى، عدة قضايا أهمها قضايا الموجات الهائلة للاجئين، إذ إنها أول قمة تدعو إليها الجمعية العامة لمناقشتها نظرا لأهميتها على مستوى دول العالم. وستعقد قمة القادة التي دعا إليها الرئيس الأميركي باراك أوباما في 21 من الشهر الجاري، حيث من المتوقع مناقشة تقديم الدعم المالي والإنساني للاجئين، إضافة لإيجاد طرق لوقف تدفقات الهجرة حول العالم، إضافة لانعقاد اجتماع رفيع المستوى بمشاركة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي في 19 من الشهر الجاري. الصحة وحقوق الإنسان في 20 سبتمبر، سيعقد اجتماع رفيع المستوى، تشارك فيه منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية، مع العديد من ممثلي رؤساء الدول والحكومات، لمناقشة الالتزامات الوطنية لكل دولة تجاه سوء التغذية بجميع أشكالها، كما سيتطرق الاجتماع إلى حماية حقوق الإنسان برعاية مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في ذات اليوم. وفي 21 من ذات الشهر، تعقد الجمعية العامة وللمرة الرابعة في تاريخها اجتماعا بحضور رؤساء الدول، يناقش فيه قضية الأوبئة التي حدثت في العالم، منها زيكا والفيروسات الأخرى، حيث من المتوقع أن يتم الاتفاق على خطط مستدامة لمقاومة هذه الأمراض، إضافة لمناقشة الخطوات اللازمة لمواجهة ظاهرة التغير المناخي. ظاهرة الجوع ستتطرق آخر الاجتماعات في 22 من الشهر الجاري، إلى ظاهرة الجوع، وكيفية الحد والتخلص منها، بمشاركة ممثلي دول وأعضاء ومنظمات من المجتمع المحلي، وشخصيات رياضية وفنية وشركاء من القطاع الخاص. كما ستعرض البلدان آراءها في القضايا المتجددة في العالم، والحروب التي جدت في الآونة الأخيرة، وعلى رأسها سورية، والعراق، وليبيا، وجنوب السودان، وكوريا الجنوبية. آلية الانتخاب سيقدم الأمين العام للأمم المتحدة تقرير مفصلا حول عمل الجمعية في العام المنصرم، إذ سيكون آخر تقرير له، قبل انتهاء ولايته كأمين عام في 31 من ديسمبر المقبل، وتم اقتراح عنوان للدورة الحالية باسم "الأهداف الإنمائية المستدامة، دفعة عالمية لتغيير العالم"، واستنادا لميثاق الأممالمتحدة، فإن على الجمعية العامة أن تنظر في ميزانية الأممالمتحدة وتعتمدها، كما أنها تقرر نصاب المبالغ المالية التي تتحملها الدول الأعضاء، إضافة لانتخابها أعضاء غير دائمين بمجلس الأمن، وأمينا عاما يتم اعتماده بناء على توصية من مجلس الأمن. سورية في دائرة الضوء ستتسلط الأضواء على سورية عندما يجتمع قادة العالم في الأممالمتحدة هذا الأسبوع بينما تحاول الولاياتالمتحدةوروسيا دعم اتفاق هدنة هشة يسعى لزيادة المساعدات للاجئين في العالم. وقال دبلوماسيون إن أعضاء مجموعة الدعم الدولية لسورية التي تضم روسياوالولاياتالمتحدة سيجتمعون على الأرجح على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد غد، ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا رفيع المستوى بشأن سورية يوم الأربعاء القادم. نووي كوريا الشمالية وداعش قال نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض بن رودس أول من أمس، إنه إلى جانب الوضع في سورية، فإن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ستناقش الرد على التجربة النووية الأخيرة لكوريا الشمالية والجهود المشتركة لمحاربة تنظيم داعش بسورية والعراق. أوباما وبان كي مون تعد قمة الجمعية العامة ال71، هي الأخيرة للرئيس الأميركي أوباما وللأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي سيترك منصبه في نهاية 2016 بعد أن قضى عشر سنوات على رأس المنظمة الدولية. وقال للصحفيين إن "صراعات كثيرة سببت آلاما شديدة وسقوط عدد كبير من القتلى، كما ألحقت الدمار وانعدام الاستقرار مما يتطلب من الدول الكبرى استغلال نفوذها واغتنام أحدث فرصة للبحث عن حل سياسي". تظاهرة بريطانية لتأييد المهاجرين سار نحو عشرين ألف متظاهر بحسب الشرطة بعد ظهر أمس في وسط لندن مطالبين بسياسة أكثر انفتاحا على صعيد استقبال اللاجئين. وجاءت التظاهرة قبل يومين من اجتماع قادة العالم في نيويورك في محاولة لتحسين مصير ملايين المهاجرين واللاجئين وإيجاد حل للنزاع السوري في الدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة. وانطلق المتظاهرون من جادة بارك لين المحاذية لحديقة هايد بارك في وسط المدينة حاملين لافتات كتب عليها "عالم واحد، شعب واحد" و"الأصدقاء مرحب بهم هنا" و"متساوون جميعا". ومع اقترابهم من مسرح بيكاديللي، أطلق المتظاهرون شعارات مثل "دعوا اللاجئين يبقون، فلترحل تيريزا ماي"، ثم اتجهوا إلى مقر رئيسة الوزراء تيريزا ماي. ونظمت التظاهرة منظمة "التضامن مع اللاجئين" غير الحكومية بدعم خصوصا من منظمة العفو الدولية. يذكر أن المملكة المتحدة رفضت المشاركة في الحصص الأوروبية لتقاسم اللاجئين الذين وصلوا إلى أوروبا، وتعهدت باستقبال 20 ألف سوري على مدى خمسة أعوام يأتون من مخيمات اللاجئين على الحدود السورية.