لا يقتصر عمل المطوفات على خدمة ضيوف الرحمن، بل يزيد هذا العمل، الذي تتوارثه نساء المملكة، بترسيخ مفهوم العمل بروح الفريق الواحد، وتطوير الخدمات الراقية التي تقدمها مطوفات مؤسسات أرباب الطوافة. وعلى الرغم من ذلك تواجه المطوفات بعض الصعوبات في عملهن، الأمر الذي دعاهن إلى المطالبة بتفعيل دورهن أسوة بالمطوفين الرجال. دور فاعل تقول المطوفة أريج العراقي إن نساء المملكة ممن ورثن مهنة الطوافة على مر الأجيال حرصن على حمل الأمانة والاستمرار في خدمة ضيوف الرحمن بكل شرف، حيث دأبن منذ عقود على تقديم أعمال خدمية لامست تحقيق احتياجات الحجاج، مؤكدة أن عمل المطوفات لا يقتصر على الخدمات الميدانية فقط، بل يشمل مشاركة الرجل في تهيئة واستقبال الأفواج القادمة للحج من الدول التي تتبعها المؤسسة. كما يسهمن في التثقيف المعرفي بشرح واف بلغة الحجاج عن أهمية الفريضة وطرق أداء النسك، كما أمرنا بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. وتسهم سيدات المملكة في التعريف بأوقات ومواعيد التصعيد وتقديم النصائح للحاجات. زيارة الحاجات المرضى ترى المطوفة لمياء حريري من مؤسسة الدول العربية، أن دور المطوفة يبدأ بعادات توارثتها البنات عن الأجداد والآباء، مؤكدة أن عملها يشمل استقبال الحاجات وتسكينهن في مكة، وزيارة المرضى منهن في سكنهن. وأضافت أن مهنة الطوافة قديما لم تقتصر على استقبال وتسكين الحاجات، بل كانت المطوفات يقمن بإعداد الوجبات وتوزيعها في المشاعر. كما تسهم المطوفة في التصعيد لمنى وعرفات ومزدلفة، ومع التطور الملحوظ وزيادة البرامج التي تقدمها المملكة، انحصر عمل المطوفة في زيارة المرضى وتوعية الحاجات بمناسك الحج، وزيارة بعض كبار الشخصيات. صعوبات تواجه المطوفات تؤكد المطوفة ناهد سلفي من مؤسسة جنوب آسيا، أن عمل المطوفة اختلف عن السابق، حيث تقوم بزيارة المستشفيات وتفقد أحوال النساء من الحاجات المنومات، كما تهتم المطوفة بتوفير كافة الاحتياجات لهن. وأشارت إلى أن المطوفات رغم ما يقدمن من خدمات يواجهن عددا من الصعوبات التي تواجه قطاع الطوافة، وتحد من مساهمة المرأة بشكل فعال، ومنها عدم تفعيل دور المطوفة، وحصر العمل للمطوفين الرجال، واختلاف اللغات التي يتحدث بها بعض القادمين للحج من البلد الواحد، مما يصعب على المطوفة شرح النسك، إضافة إلى تأخر استخراج تصاريح زيارة المرضى بالمستشفيات. وتشاركها الرأي المطوفة فايزة خان، التي طالبت بتفعيل دور المرأة المطوفة في أعمال الحج.