إبراهيم الهلالي هل قرأت عن طقوس الكتاب أثناء كتابتهم؟ هل سمعت عن سارتر الفيلسوف الوجودي الذي لا يكتب إلا في المقهى ممسكا القلم بيد والسيجارة بيد أخرى؟ هل قالوا لك إن أجاثا كريستي أشهر روائية في التاريخ، كانت تجلس في الحمام لساعات لأن الأفكار لا تتنزل عليها إلا في ذلك المكان! هل أنبأك أحد عن سر ذلك الإنتاج الغزير للكاتب والصحفي المصري الأستاذ أنيس منصور؟ لم يكن يكتب إلا عند الرابعة فجرا، قلت: تلك بركة الصباح! نجيب محفوظ الروائي الحائز على نوبل كان مثل سارتر لا يكتب رواياته إلا في المقاهي الشعبية، من محيطها يستلهم الأفكار، ومن أحداثها يصنع الشخصيات. هل لاحظت أن لك عادات غريبة أو مضحكة عند الكتابة؟ سؤال قلته لأحد الأصدقاء من -الكتبة- فدنا مني كأنما يبوح بأسر أسراره ثم قال: إن الكتابة عندي إما تنفيس لهموم تعتريني، أو توبة عن خطيئة تهزمني أو بوح بهاجس يراودني، لكن إن رأيت لي مقالا حادا بعبارات قاسية، فاعلم أني كتبته وأنا مستلق على الأرض، أما إن جاءك بعبارات ألطف وأخف فاعلم أن صاحبك كتبه وهو مستلق على ظهره، أما إذا لم تجد له مكتوبا فاعلم على التحقيق أنه لا يجد وقتا للاستلقاء!.