استبق أعضاء لجنة الحوار بين مدينتي مصراتة وتاورغاء، بدء الحوار السياسي الليبي في تونس أول من أمس، بتوقيع مسودة اتفاق مصالحة برعاية بعثة الأممالمتحدة في ليبيا، ويتضمن الاتفاق عودة النازحين من تاجوراء إلى منازلهم والتعويض عن الأضرار التي لحقت بهم. وتعهد الموقعون على الاتفاق بحلول أمنية ومدنية لمعظم المشكلات، منها الالتزام بوقف كافة الحملات الإعلامية التي تبث الفتنة وتحض على الكراهية، وكذلك الاتفاق على إنشاء صندوق لتقديم التعويضات للمتضررين، فضلا عن إنشاء غرفة عمليات مشتركة من مصراته وتاورغاء لتنسيق الترتيبات الأمنية بينهما. وفيما تحتضن العاصمة تونس عددا من لقاءات المصالحة بين القبائل الليبية منذ الأسبوع الماضي، أوضح المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر، أن ثلاث نقاط أساسية من الضروري النظر فيها وهي مسألة الأمن الوطني، والعملية السياسية والمصالحة الوطنية، وأن "المصالحة الوطنية لا تعني بالضرورة الإفلات من العقاب، يجب أن يكون هناك حكم القانون، ويجب توافر آليات لذلك". مصراتة والعبيدات في أول اتفاق من نوعه مع إحدى قبائل الشرق الليبي منذ بداية الثورة عام 2011، وقع قبل أيام أعيان مدينة مصراتة ومشايخ قبيلة العبيدات في اجتماع لهم بالعاصمة تونس، اتفاق مصالحة يقضي بوقف الحرب في مدينة بنغازي وشرق ليبيا. ويتم بموجب هذا الاتفاق التدخل لوقف الصراع بين مختلف المدن الليبية، والذي تم بإشراف عضو المجلس الرئاسي حمد معتيقة، وعلي الصلابي وبدعم أممي. وأكد مشروع البيان الختامي للاجتماع على وحدة التراب الليبي، والتمسك بمدنية الدولة وتفعيل مؤسساتها، ورفض الانقلابات العسكرية، ومحاربة الإرهاب المتمثل في تنظيم داعش وأنصار الشريعة بكافة أرجاء البلاد، وحل التشكيلات المسلحة غير النظامية والأجسام المسلحة، وضمها للتشكيلات النظامية بصفة فردية للراغبين منهم، وحماية المؤسسات النفطية وتحييدها عن النزاعات العسكرية بوصفها المورد الأول لليبيين.
جيش موحد بحث "الحوار السياسي الليبي" الذي عقد بتونس أول من أمس، سبل تشكيل جيش موحد في ليببا، والتحديات التي تواجه الحكومة في مجال الخدمات والمال، وكذلك استئناف تصدير النفط ومعالجة مشكلة الكهرباء. يذكر أن حكومة الوفاق ولدت نتيجة اتفاق سلام وقعته أطراف ليبية في المغرب في ديسمبر الماضي، نص على أن تقود هذه الحكومة مرحلة انتقالية لعامين تنهي النزاع على السلطة المتواصل منذ منتصف عام 2014، فيما واجهت الحكومة صعوبات في ترسيخ سلطتها وتوحيد البلاد بفعل استمرار المعارضة التي تلقاها من قبل حكومة موازية غير معترف بها دوليا في شرق ليبيا.