انطلقت فعاليات «ملتقى الوفاق الوطني» الليبي بمدينة مصراتة، بمشاركة نشطاء من المجتمع المدني وعمداء بلديات وأكاديميين ومديري جامعات ومؤسسات المجتمع المدني وأعيان ومشايخ قبائل ورجال قانون وسياسة وأعضاء بكل من مجلس النواب والمؤتمر الوطني العام. وقال عضو اللجنة التحضيرية للملتقى محمد الرجوبي: إن الملتقى يهدف إلى وحدة الصف بين أبناء الشعب الليبي ووقف القتال والحرب والجلوس على مائدة المصالحة بين كافة الأطراف. وأضاف أن النقاش تركز حول «الرؤية المستقبلية للوضع السياسي في ليبيا ومخرجات الحوار السياسي ومدى التوافق حوله بين النخب». في غضون ذلك أكَّد مجلس حكماء ليبيا وقوفه ودعمه لحكومة الوفاق الوطني، معتبرًا أن الحكومة المقترحة هي الخيار الوحيد لإنهاء الأزمة. وطالب المجلس، في بيان له، الحكومة المقترحة بتفعيل المصالحة الوطنية الشاملة وعودة المهجرين والنازحين في الداخل والخارج تحقيقًا للوفاق ولملمة الجراح ورأب الصدع. ورحب البيان «بمبادرة أبناء الجنوب الليبي» وما حققوه من عمل وطني وزيارات للمدن والمناطق، وصولاً للحوار المرتقب والمزمع عقده بمدينة الجفرة الجامع لكافة الأطياف. وشدد على أهمية الحفاظ على النسيج الاجتماعي الليبي من تداعيات التنازع والصراع مؤكدًا على أنه ليس ورقة للساسة والسياسيين. وقد ناشد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الفرقاء الليبيين دعم الاتفاق السياسي، الذي تم التوصل إليه في مدينة «الصخيرات» المغربية مؤخرًا الذي اقترحه المبعوث الأممي برناردينو ليون. وأضاف أن أخطر تهديد للسلام هو تزايد العنف المتطرف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وما وراء هذه المناطق. ودعا إلى ضرورة وضع حد لما أسماها ب»الفظائع» ووقف الاعتداءات والعنف ضد المرأة، والحيلولة دون تدمير التراث الثقافي والحفاظ على حضارة الماضي. إلى ذلك أعلن المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون رفضه لأي تعديل في الاتفاق السياسي بين الليبيين، وفي الأسماء المرشحة لقيادة الأجهزة التنفيذية والتشريعية في حكومة الوفاق الوطني الليبية المقترحة. وتابع: «نحن قريبون جدًا من الموعد المحدد، والاتفاق على حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا لم يعد قابلاً للتغيير. وحسب ليون، فإن «غالبية الأطراف في ليبيا توافق على مقترح الحكومة وتشكيلتها. هناك من لا يزال لديه شكوك وسنحاول في الأيام والساعات القليلة المقبلة للرفع من حجم التوافق الليبي بشأنها. واستطرد قائلاً: «بأي حال، لا يمكننا تحمل فراغ سياسي في ليبيا»، مشيرًا إلى أن الرافضين لن يعترف بهم كطرف من قبل المجتمع الدولي، ولن يكون لهم وضع قانوني دولي». ونوه المبعوث الأممي بأن «الوضع لن يتغير في ليبيا في غضون أربع وعشرين ساعة، فالبلاد ستظل مليئة بالتحديات، كتنظيم داعش، ومافيا الهجرة، والتنمية الاقتصادية.. الليبيون بحاجة للمساعدة». من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني أن حكومة الوفاق الوطني في ليبيا المقترحة من جانب مبعوث الأممالمتحدة برناردينو ليون هي الأساس لاستقرار ليبيا. وأضاف الوزير الإيطالي - خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المبعوث الأممي لليبيا برناردوينو ليون - أن «إيطاليا لديها مسؤولية خاصة حيال ليبيا، ولكن تدخلنا هناك لن يتم إلا في إطار دولي وبناء على طلب من الحكومة الليبية المقبلة». وقال: «السلام يصنعه الليبيون أنفسهم، ولكن رسالة المجتمع الدولي تشكل أمرًا بالغ الأهمية»، مشيرًا إلى «الدعم» الذي برز لمقترح ليون في اجتماع قد في وقت سابق اليوم بمقر الخارجية الإيطالية، ضم ممثلي لمجموعة (5 + 3).