عقب إحكام السيطرة على مدينة جرابلس، أرسل الجيش التركي مزيدا من الدبابات إلى داخل الأراضي السورية، لدعم عملية "درع الفرات" التي أطلقتها، بالتنسيق مع التحالف الدولي، من أجل تطهير مدينة جرابلس السورية ومحيطها من تنظيم داعش الإرهابي، بعد أن أصبحت المدينة تحت سيطرة الجيش الحر، وسط تأكيد سياسي وعسكري تركي بالبقاء هناك لحين تطهيرها بالكامل من العناصر الإرهابية، بعد أن أعلنت أنقرة أنه لا سقف زمني للوجود التركي في سورية؛ فالحرب مفتوحة لحين سيطرة المعارضة الكاملة على الأوضاع. وطبقا للمحللين السياسيين فإن "أنقرة" التي قلبت المعادلة السورية، تخطط حاليا لما بعد عملية درع الفرات، بعد إدراكها فرصة ثمينة ثلاثية الأبعاد، تتمثل بانتزاع اعتراف عالمي باستحالة تجاوزها في سورية، وتطهير حدودها من العناصر الإرهابية، ونسف الطموحات الكردية بدولة مستقلة في شمال سورية. رد الفعل الكردستاني بينما تستعر الحرب على حدودها، تفجر الداخل التركي بهجمة إرهابية جديدة في جنوب شرق البلاد عبر سيارة ملغمة مصدرها حزب العمال الكردستاني، أفضت إلى مقتل 11 شرطيا وإصابة العشرات. ورغم كل الإرهاب الذي يحاصرها في الداخل وخلف الحدود ستبقى تركيا في سوريا طبقا لأنقرة لحين استئصال كل ما تراه خطرا على أمنها القومي، مهما كلف ذلك من تضحيات. أكد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدرم، أن بلاده ستواصل عملياتها العسكرية على الجانب السوري من الشريط الحدودي، إلى حين تطهير المنطقة من داعش والمنظمات الإرهابية الأخرى. وقال "لا يمكن لأي منظمة إرهابية أن تأسر الجمهورية التركية، وقد اتخذنا بعض التدابير عند حدودنا الجنوبية، لتفادي موجة جديدة من اللجوء، وتطهير المنطقة من داعش والعناصر الإرهابية الأخرى، كي لا يضطر المدنيون المقيمون فيها إلى النزوح من منازلهم، والمشكلة مستعصية وبحاجة إلى معالجة شاملة على المستوى الأوروبي ولحلول فورية". الاهتمام بوحدة سورية أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، الأربعاء الماضي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس شمالي سورية، تحت اسم "درع الفرات" تهدف للقضاء على داعش، إضافة إلى منع حدوث موجة نزوح جديدة من سورية، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في المنطقة، مع وضع الأولوية لوحدة الأراضي السورية ودعمها. وفي غضون ساعات مكنت العملية العسكرية الجيش السوري الحر من طرد تنظيم "داعش" من جرابلس. يذكر أن المناطق الجنوبيةلتركيا تشهد سقوط قذائف صاروخية من مواقع سيطرة تنظيم "داعش" في سورية من حين لآخر حيث سقط جراء ذلك قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.