فيما أعلن مندوب روسيا الدائم لدى حلف الناتو، ألكسندر جروشكو، أنه يجب على روسيا أن تتخذ إجراءات لضمان أمنها في الوقت الذي تتبع فيه دول الحلف نهجا يهدف إلى ردعها عسكريا، أبدى استعداد بلاده للحوار مع الناتو والتعاون معه في أفغانستان. وقال جروشكو إنه "من الواضح أنه في ظل اتباع دول الناتو نهجا لردع روسيا عسكريا، علينا أن نبذل جهودا لضمان أمن روسيا الاتحادية بشكل موثوق". واتهم الدبلوماسي الروسي دول الحلف بالمشاركة ليس فقط بأعمال القتال الكلاسيكية، بل وأيضا في الأنشطة المرتبطة بتسلل الجماعات المسلحة والعسكرية والإرهابية. وأكد جروشكو أن تعزيز مجموعة القوات الروسية في القرم ليس موجها ضد الناتو، وأن هناك محاولات لتخويف الرأي العام، مجددا في نفس الوقت تهديداته بأن روسيا ستتخذ كافة الإجراءات للحد من التهديدات الناجمة عن نشر وسائل للناتو في أوروبا الشرقية. وأشار إلى أن الناتو انتقل إلى مرحلة ردع روسيا، وأن هذه الخطط معروفة بشكل جيد، وتتجسد في نشر 4 كتائب في دول أوروبا الشرقية، وتعزيز الحضور في البحر الأسود والبلطيق في ظروف توسيع المكون العسكري. وبالتالي يجب، من وجهة النظر العسكرية أولا، اتخاذ إجراءات التصدي للتهديدات المتعلقة بنشر قدرات إضافية على الحدود الروسية. اجتماع جديد أشار جروشكو إلى إمكانية احتمال عقد اجتماع جديد لمجلس روسيا – الناتو في سبتمبر المقبل، موضحا أن رد فعل الناتو الأولي على مبادرة عقد جلسة لمجلس روسيا-الناتو كان إيجابيا، مما يعطي أملاً بأنه سيكون مستعداً للمضي في الإجراءات العملية. وذهب مندوب روسيا الدائم لدى الناتو إلى أن روسيا مستعدة لاستئناف التعاون مع الحلف بشأن أفغانستان، مبينا أن الناتو اتخذ قراره بهذا الشأن حول وقف التعاون، وإذا أعاد النظر في هذا القرار، فإن ذلك سيصب في مصلحتنا المشتركة. كما طرح جروشكو أيضا مشروعا لتعاون روسي – أطلسي في أفغانستان، مشيرا إلى ضرورة تدريب الفنيين الأفغانيين لخدمة المروحيات "مي-17" و"مي-35" روسية الصنع، التي تشكل اليوم أساس القوة القتالية للطيران الحربي الأفغاني. توسع الناتو شرقا جاءت تصريحات جروشكو بعد يوم واحد من تصريحات لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي أعلن فيها أن حلف شمال الأطلسي لا يريد مناقشة استئناف العلاقات مع روسيا، وأن عقد اجتماعين بين الطرفين لا يغير شيئا، مؤكدا أن "الناتو لا يريد مناقشة استئناف العلاقات، مشيرا إلى أن موسكو سلمت خلال الاجتماع الأخير الشهر الماضي اقتراحات محددة حول استئناف التعاون العسكري، بما فيها رفع مستوى الثقة في هذا المجال". وفيما أشار لافروف إلى أن "الفلسفة المتغطرسة لمركزية الناتو تتفوق الآن على روح اتفاق هلسنكي، وأن التوجه لتوسع الناتو شرقا بأي ثمن يؤدي إلى تعميق الخطوط الفاصلة في القارة الأوروبية"، أوضح أن هذه السياسة الأوروبية المقوضة للاستقرار فشلت في أوكرانيا، متهما الناتو بتجاهل اقتراحات روسيا لتنسيق المبادئ القانونية الدولية للأمن المتكافئ وغير القابل للتجزئة في منطقة أوروبا والأطلسي. إلى ذلك، قال البيت الأبيض إن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن تحدث هاتفيا مع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، وإن كلا من الزعيمين أبدى قلقه بشأن تصعيد شهده القتال في شرق أوكرانيا في الآونة الأخيرة، حيث تحارب كييف انفصاليين مؤيدين لروسيا. وأوضح بيان البيت الأبيض أن "نائب الرئيس أوضح أن الولاياتالمتحدة بعثت برسالة إلى روسيا بأن العالم يتابع، وأكد ضرورة وقف تصعيد الموقف. وحث أيضا أوكرانيا على التحلي بضبط النفس".