اتهمت روسيا اليوم (الأربعاء) الولاياتالمتحدة ب«الترويع»، بعد إبحار مدمرة تابعة إلى البحرية الأميركية قرب حدود روسيا في البلطيق، وحذرت من أن الجيش الروسي سيرد «بكل الإجراءات اللازمة» على أي حوادث مستقبلاً. وعقب اجتماع بين سفراء حلف شمال الأطلسي (الناتو) وروسيا، هو الأول منذ نحو عامين، قال سفير موسكو لدى الحلف ألكسندر جروشكو إن «الحادث البحري الذي وقع في 11 نيسان (أبريل)، يظهر أنه لا يمكن أن تتحسن العلاقات إلى أن ينسحب التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة من على حدود روسيا». وأوضح جروشكو أن «الأمر يتعلق بمحاولات لممارسة ضغط عسكري على روسيا. سنتخذ كل الإجراءات والاحتياطات اللازمة للتصدي لتلك المحاولات لاستخدام القوة العسكرية». وحاول سفير الولاياتالمتحدة لدى الحلف دوجلاس لوت الضغط على روسيا في شأن الواقعة منبها إلى أنها كانت خطيرة. وقالت الولاياتالمتحدة إن «المدمرة كوك المزودة بصواريخ موجهة كانت تقوم بمهماتها المعتادة قرب بولندا حين اقتربت منها طائرتان روسيتان». ونقل ديبلوماسي في الحلف عن لوت قوله لجروشكو خلال اجتماع مجلس حلف الأطلسي وروسيا «كنا في المياه الدولية». واستأنف الحلف وروسيا في بروكسيل حوارا على مستوى السفراء، فيما لا يزال التوتر على أشده وخصوصا في بحر البلطيق. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن الدول أعضاء الحلف رفضت خلال الاجتماع رواية جروشكو عن الأزمة في شرق أوكرانيا حيث لقي تسعة آلاف شخص حتفهم منذ نيسان 2014. وأضاف أنه في حين هناك «خلافات عميقة في شأن كيفية التعامل مع أمن أوروبا فإن كل الأطراف في حاجة ماسة للحديث أكثر واستخدام القواعد المتاحة لخفض الخطر العسكري». وأشار ستولتنبرغ إلى أن المحادثات الأولى التي تجري منذ قرابة عامين بين الدول الاعضاء في الحلف وروسيا كانت «صريحة وجدية»، لكن من دون تسوية «خلافاتهما العميقة» حول مواضيع مثل الازمة الاوكرانية.وقال: «عقدنا اجتماعاً صريحاً وجدياً، في الواقع يمكنني القول انه كان جيداً جداً، لكن الحلف وروسيا لديهما خلافات عميقة ومستمرة واجتماع اليوم لم يغير شيئاً». وأوضح ستولتنبرغ: «تبادلنا وجهات نظرنا، وتمكنا من الاستماع الواحد إلى الآخر لنساهم بذلك في تعزيز قدرتنا على التحاور في شكل أفضل، وهو أمر مهم للغاية حين تكون المراحل صعبة كما هي الآن». وكان سفراء الحلف وروسيا يجتمعون بانتظام في إطار هيئة «مجلس حلف شمال الاطلسي-روسيا» حتى اندلاع الازمة الأوكرانية التي أعادت الاجواء إلى ما يشبه حقبة الحرب الباردة. واحتجاجا على ضم روسيا شبه جزيرة القرم والهجوم الذي شنه الانفصاليون الموالون لروسيا في شرق اوكرانيا في ربيع 2014، علق الاطلسي كل تعاون عملي مع موسكو متهما اياها بدعم المتمردين بالسلاح والعديد.