حظيت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بدعوة الأطراف العراقية للاجتماع في الرياض من أجل التوصل إلى حل لأزمة تشكيل الحكومة، بردود فعل إيجابية في العواصم العربية والعديد من المنظمات الإسلامية والهيئات الإقليمية. فقد أعلنت الإمارات أمس دعمها الكامل للمبادرة، ودعا وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان جميع الأحزاب والفعاليات السياسية العراقية للتجاوب معها من أجل إنقاذ العراق من أزمته السياسية التي طال أمدها. وقال "المملكة حريصة على توحيد الصف وإبعاد شبح الخلافات ولذلك فإنه يحدونا كبير الأمل أن يعطي قادة الأحزاب العراقية أكبر قدر من الاهتمام والتجاوب وأن يتعاملوا مع مبادرة خادم الحرمين بكل إيجابية". وأكد الشيخ عبدالله آل نهيان "أن الملك عبدالله يتميز بثقل سياسي ومكانة عربية ودولية تؤهله للقيام بهذا الدور الذي تحرص عليه المملكة دوما سعيا منها لترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة وعلى الصعيد العربي بشكل عام". كما رحبت الكويت بالدعوة وأعلنت عن دعمها. وقال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد صباح السالم الصباح إن الدعوة تترجم الدور المسؤول الذي تضطلع به المملكة تجاه استقرار العراق ووحدته، كما تعكس حرص خادم الحرمين على تعزيز الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة، معرباً عن تمنياته بأن يكتب لها النجاح في تحقيق أهدافها المرجوة. وأوضح الصباح في بيان أن الدعوة تأتي تعبيرا عن مشاعر القلق لدى المملكة ودول المنطقة من جمود الوضع السياسي في العراق وما قد ينجم عنه من تداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي، كما تأتي استجابة لآمال وتطلعات دول الجوار في مساعدة العراق الشقيق للخروج من هذا المأزق. وفي الكويت أيضا، أعرب رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري عن سعادته بدعوة خادم الحرمين. وأكد في كلمته التي ألقاها أمام ملتقى الكويت المالي الثاني أمس أن دعوة خادم الحرمين تضع الحلول لقضايانا العربية الشائكة في إطارها الصحيح. وفي الدوحة، رحب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بدعوة خادم الحرمين. وعبر عن تقدير أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لهذه المبادرة الخيرة التي تعكس حرص خادم الحرمين على استقرار العراق ووحدة شعبه, والقيام بدوره في خدمة قضايا وطنه وأمته الإسلامية والعربية. وفي السياق نفسه، اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى "نداء خادم الحرمين دعوة خير تستهدف توحيد الصف وإبعاد الخلافات وتأثيرها على الحركة السياسية في العراق". وأضاف أن دعوة خادم الحرمين إنما تتوجه إلى نفس الهدف من منطلق الحرص على المساهمة في تحرك العراق نحو المستقبل بما يضمن استعادة دوره العربي. وأوضح موسى "أنه تلقى عددا من الاتصالات من الجانب العراقي في هذا الشأن وأنه مستمر في اتصالاته من منطلق الحرص الذي أبدته المملكة بشأن العراق، وباعتبار العراق عضوا مؤسسا ونشطا في الجامعة العربية تهم أوضاعه كل العرب والجامعة العربية".