أعلنت وزارة الداخلية المصرية تفعيل بعض الإجراءات الأمنية الاحترازية لتأمين عدد كبير من الشخصيات العامة والوزراء والقضاة وقيادات وزارة الداخلية المستهدفين وفق قوائم الاغتيالات التي أعلنت عنها الجماعات والتنظيمات الإرهابية سابقا، وذلك على خلفية محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها مفتي الديار المصرية الأسبق علي جمعة يوم الجمعة الماضي. وقالت إن "مصلحة الأمن العام اتخذت عدة إجراءات من شأنها تأمين عدد كبير من الشخصيات المرصودة إرهابيا لتأمينها من مخاطر الاغتيال، والتي تتضمن تغيير خطوط السير، وتزويد الحراسات بأسلحة آلية سريعة الطلقات، والتشديد على ارتداء أفراد الحراسة القميص الواقي من الرصاص، والإبلاغ بالتحركات عبر الشبكة المؤمنة غير القابلة للاختراق، والتنسيق مع الإدارة العامة للمرور لحل مشكلات اختناقات خطوط السير". وكانت قوات الأمن المصرية قد كثفت من جهودها لضبط المتورطين في محاولة اغتيال الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية الأسبق، بمنطقة الواحات بعدما كشفت التحريات المبدئية احتمال هروبهم إلى هناك تمهيدا إلى الهرب عبر الصحراء الغربية إلى ليبيا. البحث عن تكفيريين أشارت التحريات إلى أن "المتهمين 6 أشخاص من عناصر الجماعات التكفيرية الذين تلقوا تدريبات بليبيا، وأنهم قطنوا بمنطقة أكتوبر في شقة بميدان الحصري منذ 4 شهور، وخططوا لتنفيذ العملية التي باءت بالفشل، وأن عمليات البحث يشارك فيها مجموعات قتالية بقطاع الأمن المركزي والعمليات الخاصة وقوات من الأمن الوطني". وأضافت أن "تفريغ الكاميرات كشف أماكن إطلاق المتهمين الأعيرة النارية، حيث أوضحت اختباء اثنين منهم بالقرب من الباب الرئيسي للمسجد الذي كان متوجها إليه المفتي السابق لأداء الصلاة فيه ويبعد عن مكان سكنه في غرب سوميد بنحو 40 مترا، واثنين آخرين بالباب الخلفي، وكذلك اختباء اثنين في مبنى تحت الإنشاء كان مواجها للمسجد". تشتيت جهود الأمن من جهته، قال مدير المركز الوطني لدراسات الأمنية، العميد خالد عكاشة، إن "تعدد الجهات التي أعلنت تبنيها محاولة الاغتيال الفاشلة يستهدف تشتيت جهود قوات الأمن، والأجهزة الأمنية تدرك ذلك جيدا، وتواصل تحرياتها بقوة من أجل التوصل للجناة". وكانت حركة تعرف ب"حسم" نشرت صورا للتأكيد على أنها الجماعة الوحيدة المسؤولة عن العملية الفاشلة، فيما ذكرت حركة تطلق على نفسها "المقاومة الشعبية لمصر" في بيان لها أن عددا من عناصرها هم من نفذوا العملية، وتوعدت بتكرار محاولة اغتياله حتى قتله، وأنها ستنفذ "عمليات نسف وتفجيرات جديدة خلال الأيام القليلة القادمة ضمن حملة ثأرية تستمر على مدى شهر ذي القعدة، على أن يتم توثيق تلك العمليات بالصور"، ونشرت الحركة صورا قالت إنها تمثل توثيقا لمحاولتها اغتيال جمعة، ولكن الصور بدت مبهمة ولم تظهر أي ملامح لمقاتلي الحركة أو مكان الحادث.